ترأس عبد الله بها، وزير الدولة، مساء أول أمس الأربعاء، بمقر وكالة المغرب العربي للأنباء (ماب) بالرباط حفل إطلاق بوابة الوكالة باللغة الأمازيغية. وأكد عبد الله بها، في كلمة بالمناسبة، على دعم الحكومة لمبادرة إطلاق هذه البوابة الإخبارية باللغة الأمازيغية التي تأتي في إطار تنزيل مضامين الدستور الجديد للبلاد خاصة في فصله الخامس، الذي ينص على أن الأمازيغية لغة رسمية وملك مشترك للمغاربة قاطبة، معربا عن ارتياحه للمجهودات التي بذلتها وكالة المغرب العربي للأنباء بتعاون مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، من أجل إخراج هذا المشروع إلى حيز الوجود. وأشار بها إلى أن الوكالة من خلال إطلاقها لهذه البوابة عملت على تكريس انفتاحها على محيطها الوطني، بالإضافة إلى إشعاعها على المستوى الدولي عبر بثها للأخبار باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية، منوها بالعاملين بالوكالة والمعهد الملكي للثقافة على هذا الإنجاز المهم. من جانبه، أشاد عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أحمد بوكوس، بالمبادرة الحميدة لوكالة المغرب العربي للأنباء، التي انخرطت في هذا الورش الإعلامي الكبير دون أن تنتظر صدور القانون التنظيمي لترسيم الأمازيغية، معربا عن ارتياحه لكون المؤسستين تمكنتا من تحقيق الهدف المنشود في ظرف وجيز. وأبرز أن هذه المبادرة الرائدة تندرج في إطار تفعيل مضامين الدستور الجديد، معبرا عن أمله في أن تنحو باقي المؤسسات منحى الوكالة وأن تنخرط في هذا الورش. واستعرض بوكوس الأشواط التي قطعها المعهد للنهوض بالثقافة واللغة الأمازيغيتين على المستوى التعليمي والإعلامي، من خلال الشراكة والتعاون مع وزارتي التربية الوطنية والاتصال. وأكد خليل الهاشمي الإدريسي، المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء من جهته٬ أن إطلاق الوكالة لبوابة إخبارية باللغة الأمازيغية "مبادرة تاريخية" على الصعيد الإعلامي من شأنها تزويد العموم ومهنيي وسائل الإعلام بباقة من المواد الإخبارية المتنوعة. وأضاف أن المبادرة علاوة على مساهمتها في تطوير المشهد الإعلامي تكتسي أهمية ثقافية أكيدة لكونها ستعزز قيم التعايش والتسامح التي يتشبع بها المجتمع المغربي. وأعرب الهاشمي عن أمله في أن تلقى مبادرة الوكالة " الصدى الذي تستحقه"٬ وفي أن يتطور قطاع إعلامي ناطق باللغة الأمازيغية يعكس التعدد والتنوع الثقافي اللذين يشكلان جزءا لا يتجزأ من الهوية المغربية. عقب ذلك قدم مدير الإعلام، عادل الزعري الجابري، شروحات حول محتويات البوابة٬ رافقها عرض شريط فيديو تضمن نماذج من الأخبار والروبورتاجات المنجزة من طرف الطاقم الصحافي والتقني المشرف على البوابة (روبورتاج حول المدارس العتيقة بتارودانت، وروبورتاج حول المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، وآخر حول موسم الورود بقلعة مكونة). وتتضمن هذه البوابة الإخبارية باللغة الأمازيغية على غرار مثيلاتها بالعربية والفرنسية والإسبانية والإنجليزية٬ مجموعة من الخانات تتعلق بالأنشطة الملكية والأنشطة الأميرية٬ والأخبار السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والجهوية، علاوة على أخبار عامة ودولية. واستغرقت مدة إنجاز هذا المشروع 3 أشهر جرى خلالها تكوين الطاقم الصحافي والتقني بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية على طرق الكتابة والصياغة باللغة الأمازيغية وبحرف تيفيناغ. وقبل ذلك جرى في 15 فبراير 2013 التوقيع على مذكرة تفاهم بين الوكالة والمعهد، من أجل إخراج هذا المشروع إلى حيز الوجود.