أوقع التفجيران خلال ماراتون بوسطن بولاية ماساتشوستس الاميركية، أمس الاثنين، ثلاثة قتلى واكثر من مئة جريح، فيما اعلن مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي اي) أنه يحقق في هجوم "إرهابي محتمل". ووقع الانفجاران بفارق 13 ثانية مع انتهاء هذا الماراتون. وكان نحو 2700 شخص يشاركون في الماراتون وبثت قنوات التلفزة مشاهد تظهر الذعر ينتشر بين المتسابقين وشوارع مغطاة بالركام وسيارات اسعاف تهرع الى مكان الحادث. وتم تعزيز الاجراءات الامنية في كبرى المدن الاميركية وسط مخاوف من تكرار هجمات 11 سبتمبر 2011. وتوعد الرئيس الاميركي باراك اوباما بمحاسبة المسؤولين عن هذين التفجيرين. وقال اوباما "لا نملك كل الاجوبة حتى الان. ما زلنا نجهل الجهة التي قامت بهذا العمل وسبب قيامها بذلك". وأضاف الرئيس الاميركي في كلمة مقتضبة في البيت الابيض "سنكشف هوية الذين قاموا بذلك وسنعلم لماذا فعلوا ذلك"، مؤكدا ان "اي فرد ضالع واي مجموعة ضالعة سيتم محاسبتهما امام القضاء". وقال ريك ديلورييه رئيس مكتب الاف بي اي في بوسطن للصحافيين أنه تم اطلاق "تحقيق جنائي باعتبار انه تحقيق في عمل ارهابي محتمل". واصيب اكثر من مائة شخص بجروح كما اعلن حاكم ولاية ماساتشوستش ديفال باتريك لكن بدون تحديد رقم دقيق. وقالت صحيفة بوسطن غلوب ان اكثر من 140 شخصا أصيبوا بجروح وان احد القتلى صبي في الثامنة من العمر. وعملت الفرق الطبية طوال الليل على معالجة الجرحى. ونقلت وسائل إعلام اميركية عن الشرطة وأطباء ان القنابل كانت تتضمن أجزاء معدنية ما تسبب بهذه الاصابات الرهيبة. فقد بترت سيقان أو أيدي بعض الأشخاص في موقع الإنفجار. وقال الاسدير كون رئيس فريق الطوارىء الطبي في مستشفى ماساتشوستس العام أنه تم القيام "ببتر اعضاء" في الخيمة التي نصبت لمعالجة الجرحى او في المستشفى. وماراتون بوسطن هو الاقدم في العالم وينظم في عاصمة ماساشوستس منذ العام 1897. ويجري عادة في ثالث يوم اثنين من شهر ابريل الذي يعتبر يوم عطلة. وكان الكثير من المشاركين قد أنهوا السباق حين وقع التفجيران اللذان تسببا ايضا بتحطم زجاج المحلات القريبة في شارع بويلستون في بوسطن. وأبقيت الشوارع المحيطة بموقع التفجيرين مغلقة حيث يعمل خبراء على التحقيق. وأحدث الانفجار الاول الذي وقع على جانب الطريق التي يسلكها المشاركون في الماراتون سحابة غبار كثيفة،، وأخذ الناس يصرخون فيما حاول بعضهم الفرار عبر تسلق الحواجز. وروى مارك هاغوبيان الذي يملك فندق شارل مارك الواقع قرب خط وصول الماراتون لفرانس برس "شاهدنا اناسا بترت سيقانهم". وأضاف "خسر احدهم ساقه تحت الركبة لكنه كان لا يزال حيا"، مؤكدا أنه سمع انفجارين كان دوي احدهما "هائلا"، وقال ايضا "شعرنا بعصفه على وجوهنا". ونقلت شبكة "ان بي سي" عن مسؤولين قولهم أن الشرطة عثرت على "عدة متفجرات" في بوسطن ما يثير احتمال ان الهجوم كان منسقا. وحثت سلطات بوسطن الناس على عدم التجمع بإعداد كبرى فيما أغلقت المنطقة المحيطة بالهجمات. وحذرت الشرطة من أنه سيتم تشديد الاجراءات الأمنية في محيط المدينة الثلاثاء مع تفتيش كل الحقائب والحافلات والقطارات. وستبقى العديد من الشوارع مغلقة. وكان حاكم الولاية اعلن في وقت متاخر الاثنين أن "مدينة بوسطن مفتوحة، وستبقى مفتوحة غدا لكن الاعمال لن تكون كالعادة". ويأتي هذان التفجيران بعد اكثر من عقد على مقتل حوالى ثلاثة آلاف شخص في اعتداءات 11 سبتمبر في نيويورك وواشنطن وبنسلفانيا. وتم تعزيز الاجراءات الامنية أيضا في نيويورك وواشنطن وكذلك في لوس أنجليس وسان فرانسيسكو. وقامت شرطة نيويورك بتعزيز الامن في محيط فنادق ومعالم اخرى في المدينة. وفي ردود الفعل الدولية، اعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ليل الاثنين الثلاثاء عن "تضامن فرنسا الكامل مع السلطات والشعب الاميركيين" بعد تفجيرات بوسطن.