احتضنت مدينة أكادير، أمس الخميس، الملتقى العلمي الأول لمجموعة العمل المتوسطية للنفايات، نظمته شبكة العمل المتوسطية للنفايات احتضنت مدينة أكادير، أمس الخميس، الملتقى العلمي الأول لمجموعة العمل المتوسطية للنفايات، نظمته شبكة العمل المتوسطية للنفايات، وشارك فيه خبراء وأكاديميون ومهنيون ومتخصصون في اﻟﻤﺠالات ذات الصلة بالنفايات الصلبة والسائلة والغازية من دول عدة، من أجل وضع حلول علمية وتوصيات تشريعية لمشكلة عصارة ومطارح النفايات المنزلية التي أصبحت قضية تؤرق صناع القرار. وأبرز المتدخلون، خلال هذا اللقاء، مخاطر عصارة النفايات المنزلية، ومدى تأثيرها على البيئة وصحة الإنسان، من خلال تسربها عبر التربة إلى الفرشة المائية، والتسبب في تلوثها. ودعا المتدخلون إلى اللجوء إلى المطارح المراقبة كأحد الحلول لمشكل العصارة. وتشير المعطيات الرسمية إلى أن المغرب ينتج حوالي 18 ألف طن سنويا من النفايات الصلبة، يجمع الثلثان منها فقط. وقال محمد اليزيد زلو، والي جهة سوس – ماسة – درعة وعامل عمالة أكادير إداوتنان، إن المغرب أعطى أهمية خاصة لإشكالية تدبير النفايات، من خلال تحسين شروط تدبير دورة النفايات، ابتداء من جمعها إلى غاية مُعالجتها، كما اتخذ مجموعة إجراءات في هذا المجال، وعلى رأسها تعزيز الجانب القانوني المتعلق بتدبير النفايات، فضلا عن وضع برامج وطنية للنفايات المنزلية، بكلفة بلغت 40 مليار درهم، داعيا إلى إيلاء أهمية كبيرة لكل العراقيل التقنية، خاصة مشكل تدبير عصارة النفايات التي هي موضع هذا الملتقى. وأفاد الوالي، في الجلسة الافتتاحية للملتقى، أن البيئة تتدهور بشكل مستمر، وأن الموارد الطبيعية تتضاءل، ما يستوجب تعاون ودعم مختلف المتدخلين الوطنيين والدوليين، من أجل التغلب على مختلف المشاكل المرتبطة بالتلوث ثلاثي الجوانب (الماء والهواء والتربة). وأوضح أن المغرب انخرط بقوة في برنامج الحفاظ على البيئة، من خلال المصادقة على العديد من الاتفاقيات الدولية، فضلا عن وضع برامج وطنية، ذكر منها البرنامج الوطني لتطهير السائل، والبرنامج الوطني للنفايات المنزلية والمشابهة، وبرنامج جودة الهواء، مضيفا أن مفهوم التنمية المستدامة، ومنها الحفاظ على البيئة، أصبح موضوعا أساسيا في مختلف النقاشات والحوارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. في السياق ذاته، قال علي هاميد، عضو الشبكة المتوسطية للنفايات، إن تنظيم هذا الملتقى جاء تنفيذا لتوصيات الملتقى الدولي حول المياه والنفايات والتنمية المستديمة، الذي احتضنته أكادير في مارس 2012، وكان من توصياته تأسيس شبكة متوسطية تشتغل في مجال تدبير النفايات بجميع أنواعها، وتضم هذه الشبكة خمس دول، هي المغرب، وتونس، ومصر، وإسبانيا، وفرنسا. وأشار هاميد إلى أن مدينة أكادير، كباقي المدن، تعاني إشكالية معالجة عصارة النفايات الصلبة على مستوى المطارح المراقبة، إذ تتوفر على مطرح واحد مراقب بدأ يشتغل سنة 2007، إلى جانب العديد من المطارح العشوائية. من جهته، اعتبر رئيس لجنة البيئة للتنمية المستديمة بالمجلس الجهوي لسوس ماسة درعة أن المعايير البيئية المتعارف عليها أصبحت تستلزم مطارح مراقبة، عكس المطارح التي كانت في السابق، لحماية الفرشة المائية من التلوث، من خلال منع تسرب عصارة النفايات الصلبة إليها بطرق علمية، مع تسيير هذه المطارح بشكل يحترم شروط البيئة والتنمية المستدامة. وأوضح أن الوضع أصبح يستوجب توفر كل إقليم على مطرح مراقب للنفايات، لفرز العصارة في "حمام" خاص بها، ومعالجتها وإخراج الغاز الطبيعي منها، الذي يمكن حرقه لاستخراج الطاقة الكهربائية منه.