اختتمت القمة العربية الرابعة والعشرون، ليل أول أمس الثلاثاء، في الدوحة بتأكيد حق الدول الأعضاء بتسليح المعارضة السورية التي أكد رئيسها رفض "أي وصاية" على السوريين، كما تم منح مقاعد دمشق في الجامعة العربية وجميع المنظمات التابعة لها للائتلاف المعارض. صورة تذكارية لقادة بعض الدول العربية خلال قمة الدوحة (خاص) في خطوة تاريخية، جلست المعارضة السورية للمرة الأولى على مقعد سوريا في قمة الدوحة، وترأس الوفد السوري رئيس الائتلاف الوطني المعارض احمد معاذ الخطيب وجلس في مقعد رئيس وفد "الجمهورية العربية السورية"، فيما رفع "علم الاستقلال"، الذي تعتمده المعارضة بدل العلم السوري. وتكرس هذه الخطوة الأهم بالنسبة للمعارضة منذ تعليق عضوية دمشق في نونبر 2011، القطيعة مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وتجاوز مبدأ التوافق في الجامعة مع تخطي تحفظات العراق والجزائر عن القرار الخاص بسوريا. واعتبر أمير قطر عند دعوته الخطيب ورئيس الحكومة السورية المؤقتة غسان هيتو إلى موقع سوريا على الطاولة المستديرة، أن "التاريخ سوف يشهد لمن وقف مع الشعب السوري في محنته مثلما ما سيشهد على من خذله". وأكد "إعلان الدوحة" الذي اختتمت به القمة التي كان يفترض أن تستمر حتى الأربعاء، وإنما اختصرت في يوم واحد، "أهمية الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي كاولوية للازمة السورية، مع التأكيد على الحق لكل دولة، وفق رغبتها تقديم كافة وسائل الدفاع عن النفس بما في ذلك العسكرية لدعم صمود الشعب السوري والجيش الحر". ورحب الإعلان والقرار العربي الخاص بسوريا الذي نشرته وكالة فرانس برس في وقت سابق، "بشغل الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية مقعد الجمهورية العربية السورية في جامعة الدول العربية ومنظماتها ومجالسها، إلى حين إجراء انتخابات تفضي إلى تشكيل حكومة تتولى مسؤوليات السلطة في سوريا". وتقرر أن تعقد القمة المقبلة في الكويت في مارس 2014. ودعت قمة الدوحة أيضا في قراراتها الختامية إلى "عقد مؤتمر دولي في إطار الأممالمتحدة من اجل إعادة الأعمار في سوريا وتكليف المجموعة العربية في نيوريوك متابعة الموضوع مع الأممالمتحدة لتحديد مكان وزمان المؤتمر". إلا أن المعارضة السورية بالكاد تشعر بالنصر في ظل انقساماتها الداخلية وتداعيات استقالة الخطيب الأحد، ومن ثمة عودته لترؤس الوفد إلى الدوحة. وأكد الخطيب في كلمته أمام القمة أن الشعب السوري هو من سيقرر من سيحكمه "لا أي دولة في العالم"، مطالبا بحصول المعارضة على مقعد سوريا في الأممالمتحدة، بعد الحصول على مقعدها في الجامعة العربية. وقال الخطيب "يتساءلون من سيحكم سوريا، شعب سوريا هو الذي سيقرر لا أي دولة في العالم، هو الذي سيقرر من سيحكمه وكيف سيحكمه". وشدد على أن الشعب السوري "يرفض وصاية أي جهة في اتخاذ قراره"، كما أشار إلى سعيه لتوسيع الائتلاف الوطني وتحويله إلى "مؤتمر وطني". وتأتي مشاركة الخطيب في القمة بعد يومين من تقديمه استقالته وسط جو من الانقسام في المعارضة على خلفية انتخاب رئيس الحكومة الانتقالية غسان هيتو، وتقارير عن انزعاج الخطيب من تدخلات دول في شؤون المعارضة، خصوصا قطر. وطالبت حوالي 70 شخصية سورية معارضة بينهم أسماء بارزة مثل ميشال كيلو، وعمار القربي، وكمال اللبواني، في رسالة بعثت بها إلى القمة العربية الثلاثاء ب"التخلي عن مشروع الحكومة"، منتقدة من دون تسميتهم الإخوان المسلمين بسبب "سيطرتهم الاستعبادية" و"الهيمنة العربية والإقليمية المتنوعة" على قرار المعارضة. ودعا المعارضون في بيانهم، الذي حمل عنوان "من اجل سورية"، ب"إعادة هيكلة الائتلاف بما يجعله متوازنا وخارج سيطرة جهة واحدة أو تيار واحد، بضم 25 ممثلا للتيار المدني الديمقراطي إليه وتصحيح تمثيل المرأة داخله".