يتواصل الاهتمام الدولي بالجولة الإفريقية التاريخية لجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، ففي أفق التوجه إلى الغابون، المحطة الثالثة في جولة جلالته، يتحدث المهتمون والإعلاميون، بإعجاب كبير، عن الاستراتيجية الملكية المبنية على الاهتمام بالسياسة الإفريقية، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من السياسة الخارجية للمملكة، وتقوية التعاون جنوب جنوب. (ماب) ومثلما أكدت مصادر دولية كثيرة من إعلاميين وسياسيين من مختلف القارات أهمية الجولة الملكية، ثمن سياح فرنسيون في مراكش الاهتمام الملكي بالقارة السمراء، الذي تعكسه جولة صاحب الجلالة. ويولي الغابونيون أهمية بالغة للزيارة الملكية المرتقبة، عبر التحضير لتخصيص استقبال كبير لجلالة الملك، كما يتحدث الكثير من مسؤولي هذا البلد الإفريقي الذي تربطه علاقات ممتازة بالمغرب، بتفاؤل كبير عن مستقبل العلاقات، التي ستمنحها الزيارة الملكية الأولى في عهد الرئيس علي بونغو، دفعة قوية. كما يشدد المسؤولون الغابونيون على الدور الأساسي للمملكة على المستوى القاري. وقال إيمانويل إيسوزينغوندي٬ وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والفرونكوفونية الغابوني إن زيارة جلالة الملك لليبروفيل تأتي لتعزز المكتسبات التي راكمتها العلاقات المغربية الغابونية على مر السنين٬ وتفتح آفاقا جديدة للتعاون الثنائي. وقال في هذا الصدد "يجب أن نقر بأن هناك ارتفاعا متزايدا للمبادلات التجارية في السنوات الأخيرة٬ غير أن مؤهلات البلدين تجعلنا نطمح إلى حجم أكبر لهذه المبادلات". وأوضح الوزير نفسه بخصوص أهمية المملكة على المستوى القاري أنه "يجب أن نعترف اليوم أن الاتحاد الإفريقي يعاني غياب المغرب، سواء على مستوى الجهود المبذولة من أجل تحقيق السلم والاستقرار٬ أو في ما يتعلق بالتنمية الاقتصادية بالقارة الإفريقية". وأضاف أن "المملكة المغربية تعتبر من بين البلدان المؤسسة لمنظمة الوحدة الإفريقية٬ وأنها على مدى سنوات طويلة٬ قدمت الدعم لهذه المنظمة٬ خاصة في مجال تعزيز الأمن والاستقرار" مضيفا أن خروج المغرب من صفوف منظمة الوحدة الإفريقية "خسارة كبرى". من جانب أخر، كتبت مجلة "جون أفريك" في طبعتها الأخيرة انه بعد سبع سنوات من جولته الإفريقية الكبيرة٬ أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس "دفعة جديدة" لسياسته الإفريقية٬ من خلال جولته الجديدة في ثلاثة من بلدان غرب إفريقيا. وأضافت "جون أفريك" في مقال تحت عنوان "المغرب: الملك محمد السادس يتوجه جنوبا" إن جلالة الملك "استغل جولة في السينغال٬ وكوت ديفوار٬ والغابون٬ لتنشيط الدبلوماسية الأفريقية للمغرب"٬ معتبرة أن "المغرب يسعى إلى أن يكون رمزا للتعاون بين بلدان الجنوب بما فيه خدمة تقدم ورفاه الشعوب". وبدورها واصلت الصحافة الإيفوارية اهتمامها بالزيارة الرسمية لجلالة الملك إلى كوت ديفوار، إذ أكدت أن جلالة الملك أثبت بأنه "رئيس دولة في تناغم تام مع زمنه وشعبه". وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة "لوباتريوت"، أن "بعض المغاربة والإيفواريين شاهدوا باندهاش كبير كيف كان يتحدث جلالة الملك بهدوء مع التجار والزبناء في سوق بيلفيل في حي طريشفيل وسط مدينة أبيدجان، دون مرافقة الحراس الشخصيين". وأشارت الصحيفة إلى أن جلالة الملك اطلع بنفسه على "الوضع الأمني المستتب في الكوت ديفوار"، مضيفة أن "ملك المغرب لاحظ، خلال تجواله لمسافات طويلة عبر شوارع أبيدجان، أن العودة إلى الحياة الطبيعية هي في الحقيقة واقع ملموس في الكوت ديفوار".