في ما يلي النص الكامل للكلمة التي ألقاها الرئيس السينغالي، ماكي سال، خلال مأدبة العشاء التي أقامها٬ يوم الجمعة المنصرم٬ على شرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمناسبة الزيارة الرسمية لجلالته إلى السينغال: "صاحب الجلالة٬ السيد رئيس الجمعية الوطنية٬ السيد الوزير الأول٬ السيدة رئيسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي٬ السيد رئيس المجلس الدستوري٬ السيدات والسادة الوزراء٬ الضيوف الأعزاء٬ صاحب الجلالة٬ إن السنغال باستقبالكم اليوم٬ يسعد باستقبال ضيف من مستوى رفيع٬ هو بمثابة صديق دائم وحليف في كل الظروف. على بعد دقائق قليلة من هنا٬ يوجد طريقان عموميان يحملان اسمي اثنين من أسلافكم الأجلاء هما زنقة محمد الخامس٬ وشارع الحسن الثاني، تغمدهما الله برحمته. أنتم إذن في بلدكم٬ وفي أرض ليست بغريبة عنكم. إنه فقط تكريس لتقليد أن أعرب لكم عن الترحيب وأن أتمنى لكم مقاما طيبا بيننا. إن كل سنيغالي وكل سنيغالية يكن الحب للمغرب البلد الذي يحظى بالاحترام والتقدير٬ لما له من تاريخ ومن إشعاع دولي٬ ولما ينعم به من استقرارا ملحوظ. إنني أحيي المنجزات الرائعة الاقتصادية والاجتماعية التي حققها المغرب٬ تحت القيادة الحكيمة والحيوية لجلالتكم. لقد تعلم الشعبان المغربي والسينغالي منذ زمن القوافل التي كانت تعبر الصحراء ومنذ عهد المرابطين٬ كيف يتعرفان على بعضهما البعض وكيف يبنيان صداقة متينة لا تتأثر بمرور الزمن ولا بتقلبات الظروف. إن هذه اللحظة التي تجمعنا تندرج ضمن هذا النسيج من تاريخنا المشترك٬ والمبني على قيم أساسية تربط بيننا٬ قيم تستمد جذورها من النبضات العميقة للقلب ومن التربة الخصبة للإيمان والثقافة. إن السينغال هو البلد الذي اختاره جدكم المعظم٬ الملك محمد الخامس٬ ليتوقف به أثناء رحلة عودته في نونبر 1955، من المنفى أثناء كفاحه المستميت ضد الاستعمار. ويشكل المسجد الكبير لدكار٬ وهو الذي شيد بهبة من الملك الحسن الثاني٬ جزءا من موروثنا الروحي والتاريخي. وبالنسبة للعديد من أبناء وطني٬ فإن مدينة فاس٬ الحاضرة العلمية٬ تعد مكانا مفضلا للزيارة والتعبد. وكان الرئيس الراحل ليوبولد سيدار سنغور أحد الزوار الأوفياء لمدينتكم الجميلة أصيلة التي تحمل إحدى ساحاتها اسمه. ولست أنسى أن دورة مهرجان أصيلة لسنة 2006 خصصت لسنغور٬ تخليدا للذكرى المائوية لميلاد الرئيس- الشاعر. تلكم إذن٬ من ضمن مرجعيات أخرى عديدة٬ بعض المعالم الراسخة التي تحمل في طياتها الشحنة العاطفية والوجدانية للاستثناء السينغالي المغربي. ومادمنا نتقاسم نفس القيم٬ وتحدونا نفس الرغبة الأكيدة في تعزيز ما ورثناه عن الأسلاف فإنه من الطبيعي جدا أن ندافع عن نفس القضايا التي تهم قارتنا وأمتنا والعالم. على المستوى الثنائي٬ فإن الانسجام الذي يطبع العلاقات بين الرباطودكار يعكسه التعاون المثمر الذي يشمل حوالي عشرة قطاعات تؤطرها 66 اتفاقية٬ ويتم توقيع اتفاقيتين أخريين خلال زيارتكم. ويسعدني٬ من جهة أخرى٬ أن أدشن مع جلالتكم (يوم الاثنين) عيادة محمد السادس لطب العيون٬ ووحدة إنتاج الأدوية "ويست أفريك فارما". ولذلك فإنني أؤكد أن علاقاتنا العريقة والمتجددة بانتظام٬ تشهد تطورا مطردا٬ وتعد بمستقبل أكثر إشراقا. انطلاقا من هذه القناعة القوية٬ أدعوكم سيداتي وسادتي إلى رفع نخبكم على شرف أخي وصديقي جلالة الملك محمد السادس الذي أعرب له عن متمنياتي الحارة بالسعادة وطول العمر٬ وبالتوفيق المستمر في الاضطلاع بمهامه السامية في خدمة الشعب المغربي الشقيق. تحيا المملكة المغربية. تحيا السينغال. تحيا الصداقة والأخوة السنغالية المغربية".