سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جميلة الهوني: لا تستهويني اللهجة المصرية وأعتز بانتمائي لحضارة مغربية ضاربة في القدم بطلة المغضوب عليهم تؤكد لالمغربية أن الفن رسالة والتزام بالقضايا الإنسانية
تألقت في العديد من الأدوار التي أدتها بمختلف الأعمال المسرحية والتلفزيونية والسينمائية، وحققت الكثير من طموحاتها الفنية، لكنها لا تعتبر نفسها حققت كل ما يجول في خاطرها. الممثلة المغربية جميلة الهوني (ت سوري) تتميز بأدائها المقنع والمؤثر للأدوار الملتزمة بقضايا إنسانية عميقة، وتحرص على أداء الشخصيات الجديدة البعيدة عن التقليد. تحرص على انتقاء أدوارها بعناية فائقة، وتسعى جاهدة إلى إضفاء الحيوية والحركة على الشخصية، التي تقوم بأدائها، ولا ترفض الأدوار التي تجد فيها نفسها، سواء كانت كبيرة أو صغيرة. تألقت، أخيرا، وبشكل لافت في فيلم "المغضوب عليهم" الذي أثار الكثير من الجدل بسبب راهنيته. إنها الفنانة المغربية جميلة الهوني، التي ستتحدث لقراء "المغربية" في هذا الحوار الفني، عن تجاربها الفنية المتنوعة، خاصة تجربتها في "المغضوب عليهم"، الذي يعد أول فيلم سينمائي يجمعها بنصفها الآخر الفنان أمين الناجي. يعرض لك حاليا بالقاعات فيلم "المغضوب عليهم"، الذي نلت من خلاله تنويها خاصا من طرف النجم المصري محمود عبد العزيز، رئيس لجنة تحكيم الدورة 35 من مهرجان القاهرة، التي منحت الشريط جائزة أحسن فيلم عربي، هل كنت تتوقعين النجاح الذي حققه الفيلم؟ رغم أنني كنت متحمسة للفيلم، لأنه أنجز بحب، إلا أنني لم أكن أتوقع نجاحه بالقاهرة تحديدا، فأثناء مشاركتي في المهرجان فوجئت بتفاعل الجميع مع الشريط، وأكد لنا المنظمون أن لجنة التحكيم أجمعت على فوز الفيلم بجائزة أحسن عمل سينمائي عربي. كما نوه محمود عبد العزيز، رئيس اللجنة في كلمته، بالأداء المتميز لجميع الممثلين من دون استثناء، قائلا "كان بود لجنة التحكيم أن تمنح جوائز خاصة لكل الممثلين". أثناء سفرك إلى القاهرة، هل عرضت عليك أعمال مصرية، وهل تقبلين العمل هناك، خصوصا أن كل الفنانات العربيات يمنين العمل في هوليود الشرق؟ صراحة لا تستهويني اللهجة المصرية، مع احترامي للسينما والدراما المصريتين، ربما يعود ذلك إلى اعتزازي بهويتي وانتمائي لثقافة وحضارة مغربيتين ضاربتين في القدم. حديثينا عن دورك في "المغضوب عليهم"؟ أجسد دور ممثلة تتعرض للاختطاف رفقة زملائها، أثناء قيامهم بجولة لتقديم العرض الأول من مسرحيتهم الجديدة. وطيلة أيام اختطافي أحاول مع زملائي فتح قناة للحوار مع المختطفين، وإقناعهم بعبثية ما يقومون به. كيف مرت أجواء التصوير، خصوصا أنك كنت حاملا في شهرك الثالث؟ رغم صعوبة الحمل، بطفلي "صفوان"، مرت أجواء التصوير على أحسن ما يرام، خصوصا أن معظم الذين شاركوا في الفيلم من أصدقائي المقربين، الذين درست معهم في المعهد، وكلهم ساعدوني على تجاوز جل المصاعب. هل وجدت صعوبة في التعامل مع بعض الممثلين، خصوصا عمر لطفي وعصام بنجحيل، اللذين مثلت معهما لأول مرة، وزوجك الفنان أمين الناجي؟ صراحة لم أجد أي صعوبة، وأعتقد أن وقوفي أمام الكاميرا لأول مرة مع لطفي وبنجحيل اللذين أديا دور المختطفين، ساعدني كثيرا على أداء دوري بصدق. أما بخصوص أمين، أؤكد أنه ساعدني كثيرا على ترجمة الحوار من الفرنسية إلى العربية، بحكم تجربته الطويلة مع السينما، وكان سندا كبيرا لي أثناء وبعد التصوير. هل لك شروط معينة لقبول الأعمال التي تعرض عليك أم أنك تقبلين بأي دور؟ بالطبع، لا أقبل أي دور قبل قراءته، وأثناء القراءة أسأل نفسي هل سيضيف لي هذا العمل شيئا؟ وهل أستطيع أداءه كما هو مرسوم في السيناريو؟ وكيف سأحوله إلى شخصية حقيقية؟ وهل سأستطيع من خلاله للتواصل مع الجمهور؟ وهل سيترك صدى لدى المتفرج؟. بعد هذه المناقشة الذاتية، أقرر قبول العمل أو رفضه، علما أنني من محبي الأعمال الملتزمة بقضايا آنية مهمة، وأكره الأدوار النمطية. أحاول البحث عن التفاصيل الصغيرة، كي أبرزها في الشخصية، وعند قراءتي للدور أقرأ ما بين السطور وأستنبط تفاصيل الشخصية، وأتخيلها قبل أن أبدأ تصويرها وتجسيدها في العمل، وأعمل جاهدة على إغنائها، بالإضافة إليها، فأنا لا أرفض الأدوار التي أجد فيها نفسي، سواء كانت كبيرة أو صغيرة. ما هي حدود العلاقة بينك وبين المخرج، وهل يحق لك الإضافة في الشخصية التي يرسمها؟ بالطبع لا يمكن أن يحدث ذلك إلا بعد مناقشة الأمر مع المخرج، فالعمل الفني الناجح هو العمل المبني على الحوار، وأعتقد أن أي مخرج مبدع يؤمن بالحوار، لا يتضايق من أي إضافة قد تغني الشخصية. وكل المخرجين المحترفين لا يفرضون آراءهم بعنف على الممثل حول شخصية ما، لأن هناك تفاصيل مهمة يراها الممثل، ولا يراها المخرج. ما هو جديدك الفني؟ أستعد، حاليا، لتقديم ثلاث مسرحيات، "الدق والسكات" و"درهم لحلال" لهشام الجباري، و"هو" لجواد السوناني التي من المنتظر عرضها بليبيا. وانتظر عرض "سيتكوم" "حاولو على مستور"، الذي صورته السنة المنصرمة، رفقة عبد الله ديدان، وفضيلة بنموسى وآخرين. كما أنني بصدد دراسة بعض العروض التي مازلت لم أحسم في أمرها بعد. هل أنت راضية على مسيرتك الفنية، وهل حققت كل ما كنت تطمحين إليه؟ راضية جدا، خصوصا أنني امتهنت الفن عن حب، ورغم أنني حققت الكثير من المكتسبات في الفن، إلا أنني أطمح إلى تحقيق المزيد، خصوصا أنني من الفنانات اللواتي يعتبرن الفن رسالة والتزاما بالقضايا الإنسانية.