جهزت شركة "سيتي بيس فاس"، التي فُوض لها قطاع النقل الحضري عبر الحافلات بالمدينة، خلفا للوكالة المستقلة للنقل الحضري، 25 حافلة بكاميرات للمراقبة، لتأمين سلامة زبنائها وحمايتهم من السرقات داخل أسطولها (خاص) وكذلك لتعزيز الرقابة داخل الحافلات ولمراقبة أداء المستخدمين بمدى التزامهم بالمقتضيات المهنية الخاصة بعمل الشركة، فضلا عن حمايتهم من أعمال العنف التي يتعرضون إليها من طرف أشخاص يرفضون أداء ثمن التذكرة. وقال المدير العام للشركة، علي مطيع، إن هذه الكاميرات تعمل على تسجيل كل ما يروج داخل الحافلة طيلة أوقات عملها، قبل تفريغ محتواها بالقرص الصلب لحواسيب وضعت لهذا الغرض في مكتب للفحص يوجد بالمقر الاجتماعي للشركة. وأوضح مطيع، في تصريح ل"المغربية"، أهمية هذه الكاميرات في "الارتقاء بجودة الخدمات على متن حافلات النقل الحضري بفاس، من خلال تفحص مضمون التسجيلات في مكتب المعالجة من طرف موظفي الشركة، الذين يدونون ملاحظاتهم حولها ترفع إلى الإدارة، وعلى ضوئها تتخذ الإجراءات المتعينة". وستعمل الشركة المكلفة بالتدبير المفوض لقطاع النقل الحضري بفاس، تدريجيا، على تعميم تجربة الكاميرات على أسطولها، الذي دعم بعشر حافلات جديدة تشكل الشطر الأول من مخطط تقوية وتجديد أسطول النقل الحضري بفاس٬ الذي يتضمن تشغيل 160 حافلة جديدة، كما سيعمم نظام الفوترة الآلية بها انطلاقا من أبريل المقبل، مع طرح باقة من البطائق المغناطيسية بمختلف نقط البيع للاشتراكات الشهرية تستجيب لمختلف حاجيات الزبناء، حسب المدير العام لشركة "سيتي بيس فاس"، الذي أضاف أن شركته ستطلق مبادرات أخرى، للنهوض بقطاع النقل الحضري بواسطة الحافلات بمدينة فاس، بتخصيص استثمار يناهز 410 ملايين درهم خلال خمس سنوات لتجديد الأسطول ولتحسين جودة الخدمات، بمقتضى الاتفاقية التي وقعتها الشركة مع الجماعة الحضرية لفاس، والتي خولت لها بموجبها، منذ فاتح شتنبر الماضي، الإشراف على التدبير المفوض لقطاع النقل الحضري. وقال مطيع إن هناك تصاعدا في جودة الخدمات على متن أسطول النقل الحضري منذ انطلاق العمل بالتدبير المفوض، إذ عملت "سيتي بيس فاس" على "إعادة هيكلة مجموعة من الخطوط لتكييفها مع احتياجات مستعملي هذا الصنف من النقل الحضري، ما ساهم في تقليص مدة الانتظار بالنسبة إلى مستعملي حافلات النقل الحضري"، مشيرا إلى توسيع الخط 25 الذي أصبح يربط مباشرة بين حي المسيرة مرورا ببنسودة ووصولا إلى بباب الفتوح، وكان هذا المسار يتطلب من الزبون 10 دراهم، وأصبح اليوم لا يكلف سوى 3 دراهم ونصف عن كل رحلة. وأكد مطيع أن "تسعيرة النقل الحضري بفاس تبقى الأدنى وطنيا، إذ تتراوح بين درهمين و3 دراهم ونصف، حسب مسافة الخط، وأغلب الخطوط هي بدرهمين فقط"، مضيفا أن شركته خصصت 60 حافلة لنقل التلاميذ والطلبة، باشتراك شهري ب60 درهما. واعتبر مطيع أن التدبير المفوض للنقل الحضري بواسطة الحافلات بفاس ما زالت تعترضه بعض المعيقات، مردها إلى عدم احترام المقتضيات التنظيمية التي تؤطر عمل القطاع، كالنقل السري٬ وعدم احترام سيارات الأجرة الكبيرة والصغيرة للإجراءات والتدابير المعتمدة بنقلها غير المشروع للزبائن من أمام محطات الحافلات، وتفشي ظاهرة "الريكولاج". وأوضح أن الشركة المكلفة بالتدبير المفوض للقطاع تخسر شهريا ما بين 3 و4 ملايين درهم جراء هذه المشاكل. ويصل عدد مستخدمي شركة "سيتي بيس فاس" إلى 930 شخصا، منهم 730 مستخدما احتفظ بهم من عهد الوكالة المستقلة للنقل الحضري، فيما يبلغ عدد الحافلات التي تشتغل يوميا بمختلف خطوط النقل الحضري بفاس 170 حافلة.