أعلنت أمال بورقية، رئيسة "جمعية كلي"، عن أن داء القصور الكلوي الحاد لا يحظى بالأهمية التي يستحقها، لا على مستوى التكوين المهني، ولا على مستوى البرامج التكوينية، تبعا إلى أن شريحة من مهنيي الطب لا يستفيدون من التكوين المستمر، في مجالات الطب عموما، أو في مجالات التخصص. تدعو بورقية الجهات المسؤولة إلى جعل التكوين المستمر أمرا إجباريا لا اختياريا للأطباء، لتمكينهم من مسايرة جديد علوم الطب، التي تتجدد دون انقطاع، لضمان تقديم خدمات طبية وعلاجية ذات جودة عالية، على هامش تخليد جمعية كلي لليوم العالمي للداء، الذي يصادف شهر مارس من كل سنة. وتستند بورقية، في خلاصتها تلك إلى خلاصات الدراسة الميدانية التي أنجزتها، السنة الماضية، والتي كشفت عن أن 70 في المائة من مهنيي الطب، أكدوا عدم خضوعهم لأي تكوين في مجال التبرع وزراعة الأعضاء، بينما عبر 60 في المائة من المهنيين عن جهلهم بالقوانين المنظمة لمجال زراعة الأعضاء في المغرب، إضافة إلى عدم توفرهم على أي معرفة حول موقف الإسلام من هذا الموضوع. وتبعا لذلك، أبرزت الدراسة، التي شملت استطلاع رأي أطباء متخصصين في مجالات طبية معينة وصيادلة وأطباء أسنان وأطباء بيولوجيين، وفئات أخرى من المنتمين إلى مهنة الطب، أن 70 في المائة من مهنيي الطب على معرفة متوسطة بموضوع التبرع بالأعضاء، بينما عبر 30 في المائة عن أن معرفتهم بالموضوع ضعيفة. وخلصت الدراسة إلى أن ثلثي المشاركين في الدراسة، أي 70 في المائة من المستجوبين، لم يسبق لهم المشاركة في أي تكوين في مجال زراعة والتبرع بالأعضاء، بينما عبر 17 في المائة، فقط، عن تعرفهم عن المجال عبر مشاركتهم في بعض الندوات التي تناولت الموضوع. وأبرزت الدراسة أن أكثر من 60 في المائة من المستجوبين من مهنيي الطب في المغرب، تفوق أعمارهم 40 سنة، أي أنهم يراكمون تجربة مهنية في مجالات عملهم، 60 في المائة منهم أطباء، ضمنهم 60 في المائة أطباء اختصاصيون، و20 في المائة صيادلة. وذكرت بورقية أن داء القصور الكلوي مايزال مهملا بسبب ضعف حملات تحسيس عموم المواطنين وبرامج الأبحاث، ما يساهم في الشخيص المتأخر للمرض، وبالتالي السقوط في طول مدة استشفاء المريض، وما يصاحبها من تصاعد كلفة العلاجات الطبية. وشددت بورقية على ضرورة التشجيع على فتح حوار حول التربية وإعداد سياسات تؤدي إلى الرفع من الوعي بأهمية الوقاية من هذا المرض الكلوي الرئيسي وعلاجه عبر العالم، وتحسيس السكان بضرورة حماية الكلية وتجنب كل ما من شأنه الإضرار بها. وأشارت إلى إمكانية تلافي العديد من حالات القصور الكلوي بمجرد تربية أفراد الجماعة ومهنيي الصحة، لضمان تشخيص مبكر وتدخل علاجي فوري. وقاية الكلي... ممكن يظهر القصور الكلوي، غالبا، بعد الإصابة بالتهابات المعدة والأمعاء أو التعرض لتسمم أو لحمى المستنقعات أو الأمراض المعدية الأخرى. يمكن التقيد ببعض القواعد البسيطة، التي يمكن أن تقي وتحافظ على صحة وسلامة الكلية، وبالتالي المساهمة في الوقاية من أمراض القلب والشرايين. ومن أبرزها شرب كمية كافية من الماء، على الأقل لتر واحد، موزعة خلال اليوم، مع الحرص على تغذية متوازنة لتفادي الوزن الزائد، وتجنب تناول الطعام المالح، لأنه يتسبب في ارتفاع ضغط الدم. وينضاف إلى ذلك عدم إهمال التشخيص المبكر عن داء السكري وأمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدموي وأمراض الكوليسترول، باعتبارها أمراض تعجل بالإصابة بالفشل الكلوي. ويأتي ذلك، تبعا إلى أن عدد المصابين بالتوتر المفرط يصل إلى 33 في المائة، كما تزيد نسبة المصابين بالسكري عن ثلاثة ملايين شخص، وتصل نسبة المرضى بارتفاع مستوى الكوليسترول إلى 29 في المائة. ومن النصائح أيضا، الإقلاع عن التدخين، والمواظبة على ممارسة نشاط رياضي بانتظام، لمحاربة الخمول البدني، مع الانتباه إلى بعض المواد التي قد تكون سامة بالنسبة إلى الكلي، مثل تناول الأدوية دون وصفة طبية، ومنها العقاقير المضادة للالتهاب بما فيها "الباراسيتامول"، أو المضادة للروماتيزم، سيما بالنسبة إلى النساء اللواتي يفرطن في العلاج الذاتي ضد أمراض الروماتيزم، حسب ما منحته نتائج علاج أفراد محيطهن. ومن التحذيرات أيضا إساءة استخدام الملينات أو مدرات البول، أو استهلاك المنتجات التي يجهل تركيبتها وتكون غير محددة وواضحة، مثل الأعشاب، مع الحذر من الإفراط في إتباع حمية البروتين المفرط، التي قد ترهق الكليتين. ومن الوصايا العشر في حالة الإصابة بأمراض الكلي، علاج مسببات أمراض الكلي، من خلال السيطرة على ارتفاع ضغط الدم، والتخفيض من نسبة البروتين الموجود في البول، والكشف وعلاج أي أنيميا محتملة، إلى جانب رعاية أي خلل للفوسفور المتقدم، والخضوع لتلقيح ضد التهاب الكبد الفيروسي من نوع "باء". القصور الكلوي في سطور يفوق عدد المغاربة المصابين بأمراض الكلي، مليون مريض، ضمنهم 9 آلاف و114 حالة مصابة بالقصور الكلوي، 3 آلاف منهم يوجدون في لائحة الانتظار للاستفادة من خدمات التصفية، أو ما يعرف ب"الدياليز". ويصنف داء القصور الكلوي من أمراض الصحة العمومية، إذ يشهد المغرب سنويا ظهور ألف حالة جديدة مصابة بالقصور الكلوي في حاجة إلى علاج بتصفية الدم، بينما تقدر إصابة شخص واحد بالداء من بين 10 آخرين يظهرون على أنهم أصحاء. ويتحمل المرضى المغاربة ما قيمته 850 درهما عن كل حصة تصفية، تبعا لاحتياج كل مريض إلى 3 حصص في الأسبوع، مدة كل واحدة منها 4 ساعات، وهو ما يضطر المرضى إلى وقف نشاطاتهم المهنية أو التعليمية. وكررت أمال بورقية، رئيسة جمعية "كلي" التعبير عن أسفها لوجود شريحة مهمة من الأطفال المصابين تعترضهم صعوبة الاستفادة من زراعة الكلي، وضعف مراكز التصفية الخاصة بالأطفال. وتتوقع جمعية "كلي" أن يرتفع عدد المصابين بالقصور الكلوي في المغرب، موازاة مع ارتفاع عدد المسنين فيه وانتشار مرض السكري وأمراض الكلي والشرايين، بسبب تغير النمط الغذائي للمغاربة، وإفراطهم في استهلاك الملح والسكريات، مع تخليهم عن ممارسة الرياضة والتراخي في مراقبة مستوى تغير الضغط الدموي، وبناء على ذلك، يقدر ارتفاع تكلفة العلاج بالنسبة إلى مؤسسات التأمين والتغطية الصحية إلى 120 ألف درهم في السنة.