تحتضن كاتدرائية القلب المقدس بالدارالبيضاء، من 8 إلى 31 مارس الجاري، الدورة الثانية للصالون الوطني للفن المعاصر، الذي تنظمه الجمعية الوطنية للفنون التشكيلية تحت شعار "حفل الإبداع". وأفاد المنظمون، في ندوة صحفية بالدارالبيضاء، أول أمس الاثنين، أن الدورة الثانية، المنظمة بدعم من وزارة الثقافة، وولاية الدارالبيضاء الكبرى، والسلطات المحلية، والهيئات المنتخبة بالمدينة، ستتميز بتكريم خاص للمرأة، خصوصا أن حفل افتتاح الدورة يصادف 8 مارس، اليوم العالمي للمرأة، من خلال إحياء ذكرى ست أيقونات من الفن التشكيلي بالمغرب، ويتعلق الأمر بالشعيبية طلال، ومريم مزيان، وفاطمة حسن، وفاطنة الڭبوري، والسعدية بايرو، وبنحيلة الرڭراڭية. وعرض تجارب ثماني فنانات مغربيات من الجيل الجديد. كما تتميز الدورة باستضافة الفنان الفرنسي نيبو، والفنان التونسي صحبي، اعترافا بما أسدياه من خدمات لفائدة الفنانين والحرفيين خاصة، الذين تلقوا تكوينهم الرصين علِى أيديهما لأزيد من ثلاثين سنة خلت. وتهدف الدورة، التي يشارك فيها 124 فنانا من مختلف المدارس والأجناس التشكيلية (رسم ونحت، وخط، وتصوير)، حسب المنظمين، إلى الانفتاح على جميع الفنانين المغاربة الرواد منهم والشباب، الذين لم تتح لهم فرصة العرض. وقال عبد اللطيف الزين، رئيس الجمعية الوطنية للفنون التشكيلية، إن الإعداد للصالون تطلب من اللجنة التحضيرية بذل جهود كبيرة للم شمل الفنانين المغاربة، موضحا أن الصالون يهدف إلى خلق صناعة فنية مغربية، وترسيخ مبدأ التواصل والتلاقي بين الفنانين، وتحديد القيمة المادية الحقيقية لأعمالهم، كما يرمي إلى طبع ذاكرة البيضاء وجعلها مركزا ثقافيا وفضاء للحوار والتبادل الثقافي بين الفنانين المشاركين، بمختلف انتماءاتهم وتعبيراتهم الفنية، مشيرا إلى أن الصالون سيلعب دور المبادر والمحفز، للنهوض بقطاع الفنون التشكيلية في العالم العربي. وأضاف الزين، في تصريح ل"المغربية"، أن الصالون سيعمل على التقريب بين المبدعين المغاربة، من خلال التركيز على الإبداع الملتزم بالبحث المعمق، كأرضية أولى بالنسبة إلى كل ممارسة إبداعية، مشددا على "ضرورة دعم الصالون ماديا ومعنويا لضمان استمراريته وإعطاء نفس جديد للثقافة الجمالية والمساهمة في إنعاش اقتصاد الثروات اللامادية الوطنية، خصوصا أن الصالون لا يفرض أي رسوم على الفنانين المشاركين". وأبرز الزين أن "النهوض بالفن سيكون من ثقافة هذا الحدث الفني المغربي، الذي سيساهم بشكل فعال في خلق سوق فني، ومد جسور التواصل بين جميع الفاعلين في الحياة الفنية، من مبدعين، ونقاد جماليين، وجامعي الأعمال الإبداعية، وأصحاب الأروقة، وغيرهم من الوسطاء والمتدخلين"، مشيرا إلى أن الصالون سيعمل على"رفع الحيف عن الفنانين المغاربة البعيدين عن المراكز المهمة، والترويج لأعمالهم، حتى تتمكن من إيجاد موطئ قدم لها في الساحة الفنية الوطنية". من جهته، قال مندوب المعرض الناقد الجمالي، عبد الرحمان بنحمزة، في تصريح مماثل، إن لجنة اختيار الأعمال المشاركة في الدورة الثانية للصالون، وجدت صعوبة كبيرة في تزكية أعمال دون أخرى، مؤكدا أنها راعت جودة الأعمال وعمقها الإنساني، دون النظر إلى شهرة أصحابها. وأضاف أن "اللجنة خصت الأعمال المشاركة بنصوص نقدية موضوعية، تضمنها كتاب من 282 صفحة"، مشيرا إلى أن الصالون سيشهد لقاءات مفتوحة مع كل الفنانين المشاركين، ومشاركة دارين للنشر تهتمان بالفن التشكلي ويتعلق الامر ب"مرسم"، و"إيديف".