يعتزم منظمو الدورة الثانية من المعرض العالمي للفنون التشكيلية، الذي يحتضنه المركز الدولي للمعارض لمكتب الصرف بالدارالبيضاء، من 2 إلى 7 دجنبر المقبل، تحت شعار "من أجل متخيل مشترك"، تكريم التشكيليين أحمد بن يسف، وعبد اللطيف الزين بن يسف بمشاركة نخبة من الفنانين التشكيليين والنقاد الجماليين المغاربة والعرب والأوروبيين. ويهدف المعرض، الذي تنظمه مؤسسة "إفري كوم"، إلى ترسيخ مبدأ التواصل بين الفنانين الرواد وبين الشباب المغاربة، والانفتاح على الثقافة العالمية عبر حضور عدد من الفنانين الأجانب، الذين امتزجوا مع نظرائهم المغاربة لمنح الفن التشكيلي بعده العالمي. كما يرمي إلى طبع ذاكرة البيضاء والبيضاويين، بخلق إطار وفضاء للحوار والتبادل الثقافي بين الفنانين المشاركين بمختلف انتماءاتهم الجغرافية وتعبيراتهم الفنية، مؤكدين أنه استطاع أن ينفتح على التجارب العالمية، التي أثرت الساحة الفنية بكل تجلياتها (التشكيل، والنحت، والرسم التصويري، وفن الفيديو، والأعمال الحفرية، والتنصيبات). وقال منصف أندلسي، مندوب المعرض، وراعي هذه التظاهرة الفنية، التي ستتميز بمشاركة مجموعة من الفنانين التشكيليين الفلسطينيين والعراقيين، إن الدورة الثانية ستنظم بآفاق جديدة، وتحت شعار من "أجل متخيل مشترك"، مشيرا إلى أن مؤسسة "إفري كوم" الساهرة على هذا الحدث الفني "واعية كل الوعي بأن على الفاعلين في الحياة الفنية أن يلعبوا دور المبادر والمحفز، للنهوض بقطاع الفنون التشكيلية داخل المغرب وخارجه". وأضاف في حديث إلى"المغربية" أن المؤسسة مقتنعة بأنه بالإمكان كسب الرهان، عن طريق التقريب بين المبدعين المعروفين والمبدعين الصاعدين، من خلال التركيز على الإبداع التفاعلي المنفتح على ثقافات العالم والملتزم بالبحث المعمق، كأرضية أولى لا محيد عنها بالنسبة لكل ممارسة إبداعية، مشددا على أن "النجاح، الذي حققته التظاهرة في دورتها الأولى، هو الذي شجعنا على الاستمرار في تنظيم هذا المعرض، من أجل إعطاء نفس جديد للثقافة الجمالية والمساهمة في إنعاش اقتصاد الثروات اللامادية. وأبرز أندلسي أن النهوض بالفن يعد من أولويات مؤسسة "إفري كوم"، والحدث الفني العالمي يساهم بشكل فعال في إبداع مسارات جديدة للانفتاح والروابط التفاعلية بين جميع الفاعلين في الحياة الفنية "مبدعين، ونقادا جماليين، وجامعي أعمال إبداعية، وأصحاب أروقة، ورجال قرار وغيرهم من الوسطاء والمتدخلين". وأضاف أن الإبداعات، التي ستحتفي بها فعاليات الدورة الثانية، باختلاف تخصصاتها، هي بالنسبة للمنظمين مصدر للثراء وفضاء مثالي، يتبلور ويغتني ويتجدد من خلاله متخيل مشترك بين كل ثقافات العالم، موضحا أن المعرض يعزز في دورته الثانية مشاريع المبدعين، ويساهم في تنميتها التداولية، كما يمكن من الانفتاح على المعطيات الجديدة للعلم والمعرفة والفنون الجميلة. وقال إن المؤسسة تراهن على المبدعين والوسطاء الثقافيين، "لضمان إشعاع إبداع المستقبل، الذي يمنحنا كل المقومات الضرورية لهوية جماعية، هوية منفتحة تصاغ من خلال مجابهة ثنائية مع الواقع والمتخيل". وتابع قوله إن "المعرض الدولي للفن يستمد معالمه البارزة من البحث والتأطير الغني والمتجدد للاختلاف والتقاسم"، موضحا أن "الملتقى الفني اللازم لكل انفتاح وحوار، يمكننا من المحافظة على خصوصيتنا الذاتية، مع الحفاظ على بعدنا الكوني والتواصلي، بهدف رفع التحديات الثقافية، التي يفرضها عالمنا اليوم". وأكد أن "شراكتنا مع جميع الهيئات المعنية تساهم لا محالة في الحركية الثقافية المرجوة، وتضمن بالتالي حضور العديد من الفنانين المغاربة والأجانب، لعرض سائر أشكال إبداعاتهم المعاصرة، مثل التصوير الصباغي، والنحت، والخزف، والحفر، والسريغرافيا، والتنصيبة، والمنجزة، والتصوير الفوتوغرافي، وفن الفيديو، والديزاين الغرافيكي، والديزاين، كما يتطلع إلى دعم ومشاركة كل الشركاء والفاعلين المعنيين، قصد إنجاح هذه التظاهرة الإبداعية والارتقاء بأهدافها النبيلة".