بعد النجاح، الذي حققته الدورة الثانية من المعرض الدولي للفن بالدارالبيضاء، التي نظمت تحت شعار من "أجل متخيل مشترك"، وشارك فيها أزيد من 120 فنانا تشكيليا يمثلون مختلف الاتجاهات الفنية العالمية، ونخبة من النقاد الجماليين المغاربة والعرب والأوروبيين. بعض المشاركين في الدورة السابقة (أرشيف) إضافة إلى عدد من المدارس الفنية والأروقة والمؤسسات العالمية، تعتزم مؤسسة "إيفري كوم" تنظيم الدورة الثالثة من 03 إلى 10 دجنبر المقبل بمنتدى الثقافة بالدارالبيضاء. ويعد هذا المحفل الثقافي والفني المقام هذه السنة تحت شعار" الفن في خدمة الحوار" فضاء مفتوحا تتحاور من خلاله كل الاتجاهات الفنية والثقافات البصرية قصد الإسهام الفعلي في تنمية وإنعاش الفن المعاصر وجعله في متناول الجميع. وقال منصف أندلسي، مندوب المعرض، وراعي هذه التظاهرة الفنية، إن هذا الحدث الفني فرصة وجسرا تواصليا بين الفنانين المرسخين والمبدعين الصاعدين من مختلف الأقطار الدولية ونافذة للتلاقي والتفاعل، حيث سيشارك عدد وازن من مبدعي الهنا والهناك بأعمالهم الفنية، التي تستدعي اهتمام الجمهور المتنوع مثل الرسم الصباغي، الفوتوغرافيا، التصميم، النحت، فن الفيديو، فن المنجزات، فن المنشآت، سيريغرافيا، حفر، سيراميك. وأضاف في بلاغ توصلت "المغربية" بنسخة منه أنه مرت ثلاث سنوات على المبادرة الفنية،ل"إفري كوم"، التي رسخت تقليد المعرض الدولي للفن بالدارالبيضاء بتعاون مع شركائها في القطاعين العام والخاص الذين قدموا كل أشكال الدعم والاحتضان، مبرزا أن التظاهرة تهدف إلى الاحتفال بروح الإبداع التشكيلي عن طريق اللقاءات الفعالة بين المبدعين المعاصرين بمختلف اتجاهاتهم لتقريب أعمالهم النموذجية من الجمهور العام، مشيرا في السياق ذاته، إلى أن المؤسسة تسعى جاهدة إلى تحقيق هدفها العام، المتمثل في إيلاء الإبداع بصيغة الجمع مكانته الجديرة به في المسلك الإبداعي داخل المغرب وخارجه، لافتا إلى أن "إفري كوم" مقتنعة بأن بالإمكان كسب الرهان، عن طريق التقريب بين المبدعين باختلاف أجيالهم وأساليبهم، ومن خلال التركيز على الإبداع التفاعلي المنفتح على ثقافات العالم، والملتزم بالبحث المعمق، كأرضية أولى لا محيد عنها بالنسبة لكل ممارسة إبداعية. من جهة أخرى، أفاد منصف أندلسي أن تنظيم الدورة الثالثة، يأتي لإعطاء نفس جديد للثقافة الجمالية والمساهمة في إنعاش اقتصاد الثروات اللامادية، مؤكدا أن المعرض الدولي للفن سيساهم بشكل فعال في إبداع مسارات جديدة للانفتاح والروابط التفاعلية بين جميع الفاعلين في الحياة الفنية من مبدعين، ونقاد الفن، وجماعي الأعمال الإبداعية، وأروقة، ومدارس للفن، ومؤسسات الرعاية، ورجال قرار وغيرهم من الوسطاء والمتدخلين. ويرى أندلسي أن الإبداعات المعروضة، باختلاف تخصصاتها، هي مصدر للثراء وفضاء مثالي، إذ يتبلور ويغتني ويتجدد متخيل مشترك وقيمة متقاسمة، وأن الحدث الفني يعزز دورته الثالثة بمشاريع المبدعين ويساهم في تنميتها التداولية، كما يمكن من الانفتاح على المعطيات الجديدة للعلم والمعرفة والفنون الجميلة، كما يستمد معالمه البارزة من البحث والتأطير الغني والمتجدد للاختلاف والتقاسم، مشيرا إلى أن التظاهرة الفنية تراهن على المبدعين والوسطاء الثقافيين، لضمان إشعاع إبداع المستقبل الذي يمنحها كل المقومات الضرورية لهوية جماعية، هوية منفتحة تصاغ من خلال مجابهة ثنائية مع الواقع والمتخيل. وخلص أندلسي إلى أن الملتقى الفني اللازم لكل انفتاح وحوار، يمكن من المحافظة على الخصوصية الذاتية، مع الحفاظ على البعد الكوني والتواصلي، من أجل رفع التحديات الثقافية التي يفرضها العالم اليوم. هكذا، ينهض هذا المعرض في دورته الثالثة كمنتدى بصري لخلق لقاء تفاعلي بين الزوار والعارضين، الذين يعبرون عن إدراكهم الجمالي للعالم. وستتعزز هذه الدورة بتنظيم برنامج ثقافي وفني متنوع، يحتفي في كل فقراته بالمبدعين بصيغة الجمع، يفتح أروقته لكل التعبيرات المعاصرة والاتجاهات الفنية الشبابية وغيرها، كما أن الدورة، حسب المنظمين، ستنفتح على فناني الهنا والهناك، باعتبار الفن رافدا إنسانيا، يؤمن بالتنوع والتجدد والابتكار. وسيكون الجمهور، طيلة مدة المعرض التي تمتد إلى ثمانية أيام، على موعد فني وجمالي معا، تتخلله معارض للأعمال الفنية، وندوات، ومحترفات للأطفال، وزيارات منظمة، وعروض سمعية بصرية، ومعارض للمنشورات الفنية.