قررت الغرفة الجنحية الاستئنافية لدى محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، صباح أول أمس الثلاثاء، البت في ملف الطفل أشرف ديوان، المصاب بشلل كلي، نتيجة حقنه بلقاح "أنجريكس باء"، في مرحلته الاستئنافية، في 12 مارس المقبل. الطفل أشرف الضحية وجاء قرار هيئة الحكم بقاعة الجلسات رقم 6 بعد استكمالها الاستماع، خلال جلسة دامت أزيد من ساعة، الاستماع إلى مرافعات الدفاع (الطرف المدني والشركة الموزعة للدواء المتهمة). وقبل الاستماع إلى مرافعات الدفاع، استمعت هيئة الحكم إلى والد الطفل أشرف، الذي سرد لهيئة الحكم تفاصيل المعاناة اليومية، التي يتكبدها إلى جانب والدة الطفل أشرف، منذ إصابته بشلل كلي لأطرافه، قبل أزيد من 10 سنوات. وأوضح الأب، المكلوم بمصاب ابنه، أن الأخير أصيب بشلل كلي وتشوه خلقي، يمنعه من الحركة دون مساعدة منه أو من أمه، كما شرح للهيئة القضائية أن ابنه الضحية يحتاج لمتابعة طبية دائمة، سواء في ما يخص تطبيبه أو أكله أو الاهتمام به، خاصة أن الإعاقة سرقت منه حقه في الصحة وفي نمو جسدي وعقلي سليم. وأوضح الأب أنه يتكبد يوميا مصاريف مالية مهمة تخص الاستشفاء والترويض والمراقبة الطبية، التي يحتاجها ابنه، الذي يعتمد في حركاته وسكناته على غيره، وأنه يشرف على رعايته إلى جانب أمه أطراف أخرى، أي أنه يحتاج على الأقل إلى ثلاثة أشخاص للعناية به بشكل يومي. من جانبه، طالب دفاع الطفل أشرف (المطالب بالحق المدني) الهيئة القضائية، بالرفع من قيمة التعويض إلى ملياري سنتيم، على اعتبار أن الطفل الضحية يحتاج إلى الرعاية الطبية مدى الحياة، كما أن التعويض المحكوم به حاليا، لا يوازي مدة أو حجم الضرر المصاب به خلايا دماغ الطفل وأطرافه، إذ يحتاج للترويض الدائم، وأن رعايته تحتاج لأكثر من شخص. وأبرز الدفاع أن عائلة أشرف تتكبد يوميا معاناة كبرى، نتيجة الشلل الكلي الذي أعاقه عن الكلام والحركة والإدراك العقلي، إذ أصبحت العائلة، حسب الدفاع، تعيش "مأساة" بعد أن أدخلت الإعاقة الكلية للضحية في دوامة عاهات أخرى، تمثلت في تآكل لحم جسده بسبب نومه المستمر على ظهره، وحرمانه من أبسط مقومات الحياة الطبيعية. في حين، اعتبر دفاع شركة توزيع اللقاح (المتهمة) "سميت كلاين بيشام"، التي أصبح اسمها حاليا "كلاسكو"، أن التعويض الذي جرى الحكم به لفائدة الطفل، ابتدائيا واستئنافيا، قبل إعادة الملف أمام استئنافية البيضاء، هو المستحق وأنه كاف بالنسبة لمصاريف استشفاء وترويض الضحية. وتقدم خلال هذه الجلسة، دفاع الضحية، بمذكرة مطالبه المدنية، في حين، حضر ممثل عن جمعية "أشرف" لمساندة ضحايا الأخطاء الطبية، وقدم للهيئة القضائية تقريرا مفصلا عن البنود التي أسست من أجلها الجمعية، ومساندتها لقضية الضحية، الذي أطلقت اسمه على اسمها، فضلا عن ممثل عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فرع الدارالبيضاء. يذكر أن والدي الضحية كانا أحضراه في الجلسة السابقة، بداية فبراير الجاري، إلى المحكمة لتعاينه الهيئة القضائية، بناء على أوامرها. وعاينت الهيئة القضائية الحالة الصحية للطفل، وسط دموع أمه وصمت أبيه، والتي كان يبدو فيها غير مدرك لما يدور حوله، ولا يمكنه أن يحرك أطرافه إلى بمساعدة من أحد أبويه، ما نتج عنه تشوه في بنيته الخلقية، فطلبت الهيئة من والديه عدم إحضاره مرة ثانية، مبدية أسفها لما حصل له نتيجة لقاح أصابه بشلل كلي لأزيد من 12 عاما. وكانت والدة الطفل، طالب في تصريح ل "المغربية" بإنصاف ابنها الذي أكدت التقارير الطبية أن الترويض الطبي الذي سيتلقاه طول حياته هو الحل الوحيد لشلله الكلي، الذي أفقده الإدراك والنطق والقدرة على الحركة. يذكر أنها المرة الثانية، التي تجري فيها إعادة الملف للنظر فيه بهيئة جديدة، إذ أعاد المجلس الأعلى للقضاء، خلال سنة 2009، الملف أمام الغرفة الجنحية بابتدائية البيضاء، للنظر فيه بعد حكمه ابتدائيا واستئنافيا، في إطار إعادة النظر في قيمة التعويض المدني، مع تغيير هيئة الحكم، بعد صدور قرار المجلس الأعلى للقضاء القاضي برفض طلب النقض، الذي توجهت به الشركة الموزعة للدواء، بعد الحكم بإدانتها وتحميلها المسؤولية في ما حدث للطفل أشرف.