نظم الفنان التشكيلي المغربي، أحمد السوسي، أخيرا، معرضا بمدينة خريبكة في أحد أروقة المكتب الشريف للفوسفاط. وقال السوسي إن "تجربته الفنية التي امتدت عبر أربعين سنة، رسخت لديه اتجاها تشكيليا يجمع بين الفن الواقعي والتشخيصي". وأضاف أن معرض خريبكة يمثل بالنسبة إليه محطة أولى ضمن محطات أخرى، إذ سينظم معارض في مجموعة من المدن المغربية، مبرزا في تصريح ل"المغربية"، أنه يشتغل على الطبيعة، وعلى العمران التراثي، ويستلهم تصوراته البصرية من عالم الأضرحة والمدن القديمة، وشموس المغرب وجمال طبيعته، حيث يحاول أن يجسدها كما هي، لكن بتقنية تعز عن الوصف، مستعينا بتجربة ناهزت أربعة عقود من الممارسة الفنية، موضحا أنه أقام معارض فردية وجماعية في كثير من المدن، إلى جانب حضوره الفعلي في مجموعة من اللقاءات الفنية والتشكيلية. من جهة أخرى، قال الفنان العصامي، أحمد السوسي، إن حرصه على تقديم منجزه البصري للجمهور، هو الذي دفعه إلى إحياء الصلة والوصل مع كل الفنانين والمهتمين بالحركة التشكيلية في المغرب، من خلال تقديم الجديد في عالم الصباغة. جماليا تنتمي تجربة السوسي الصباغية إلى المدرسة التشخيصية أو الواقعية، إذ تبدو فضاءات لوحاته بعيدة وقريبة من المعمار التراثي، فهي عوالم سحرية من الفلكلور والقصبات. عوالم ترجع إلى أمهات مصادر الطبيعة، جاعلا من كل لوحة شذرة معنوية أنارها بحبه الداخلي، وأفعمها بشوقه إلى الأصل، وحبه لكل المشاهد الحية.