تميزت الدورة 14 من فعاليات المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، الذي اختتمت فعالياته نهاية الأسبوع الماضي، بعرض أول شريط مغربي روائي/وثائقي حول قضية الصحراء المغربية، لمخرجته فريدة بليزيد، تحت عنوان "حدود وحدود". فريدة بليزيد رفقة بطلة 'حدود وحدود' بطنجة (خاص) وقالت بليزيد في تصريح ل"المغربية" إن تناولها قضية الصحراء المغربية في فيلمها الجديد يدخل في إطار الدبلوماسية الموازية لتأكيد مغربية الصحراء، مشيرة إلى أنه "يفتح الباب أمام السينما للتعريف بقضيتنا الأولى". وأوضحت بليزيد، بعد تقديمها العرض الأول للشريط، أن فكرة تناول قضية الصحراء المغربية سينمائيا راودتها منذ زمن طويل، خصوصا بعدما لاحظت أفلاما إسبانية تساند الطرح الانفصالي، عن طريق الترويج لمعطيات خاطئة حول تاريخ الصحراء أمام غياب تام للأفلام المغربية، التي من شأنها تنوير الرأي العام العالمي والتصدي لمثل هذه الادعاءات، مؤكدة أن غالبية الإسبان يجهلون التاريخ الحقيقي للصحراء المغربية، نتيجة التعتيم الإعلامي المقصود. واعتبرت بليزيد أن الدبلوماسية الموازية في المغرب لم تفعل بالشكل المطلوب من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية، مشيرة إلى أن السينما يمكن أن تلعب دورا كبيرا في هذا الباب، خصوصا في حال إنتاج أفلام قوية تستطيع المشاركة في مهرجانات عالمية للتعريف بتاريخ الصحراء وسكانها وارتباطهم بالمملكة المغربية دما وأرضا، والرد على كل الأفلام الأجنبية التي تروج العديد من الأكاذيب حول الموضوع. وينقل الفيلم، الذي صورته بليزيد في أغلب المدن الصحراوية (العيون، الداخلة، طرفاية..) المشاهد إلى أعماق الصحراء المغربية، ومعالمها وجمالية جغرافيتها وطقوس سكانها وزخم تراثها الثقافي والفني. وتدور أحداث الفيلم حول مايتي (رومينا سانشيز)، وهي مخرجة إسبانية تقرر إنجاز شريط وثائقي حول الصحراء المغربية مرفوقة بالمغربي دحمان (محمد مروازي). أثناء تصويرها للفيلم، تصطدم المخرجة بالعديد من الحقائق، تتعارض مع أفكارها الجاهزة والمسبقة حول قضية الصحراء، ما يدفعها إلى التخلص من رفيقها دحمان، ظنا منها أنه يوجه أحداث شريطها الوثائقي. وأثناء رحلتها الثانية، التي قادتها إلى عمق الصحراء رفقة إسماعيل أبو القناطر، الذي لعب دور أحد العائدين الصحراويين إلى الوطن، تقتنع المخرجة الإسبانية بمغربية الصحراء لتقرر تقديم حقائق جديدة، تختلف عن تلك الطروحات المغلوطة، التي يروجها البعض عن حقيقة مشكل الصحراء.