توفي، فجر أمس الأربعاء، الممثل المغربي حسن مضياف، في إحدى المصحات بالدارالبيضاء، وووري جثمانه الثرى في مقبرة الرحمة، بحضور أقاربه وأصدقاء الدرب. وبحسرة كبيرة، قالت زوجة الراحل إنها فقدت زوجها وأب أبنائها الطيب، مشيرة، في تصريح ل"المغربية" إلى أن مضياف شعر خلال الأسبوعين الأخيرين بضيق في التنفس، ما استدعى نقله على وجه السرعة إلى مصحة بالدارالبيضاء. في السياق نفسه، أكد ابن أخت الراحل أن الطبيب المشرف أخبر أسرته أن حالته الصحية في تحسن وبإمكانه مغادرة المستشفى صباح أمس الأربعاء، لكن الموت لم يمهله حتى يعود إلى بيته وأسرته من جديد. كان الراحل كثير الأمل، خصوصا بعدما سلمه جلالة الملك محمد السادس شقة، أعادت الأمل والحياة لأسرته، إذ كان يقول حينها لأصدقائه "لا أخاف الموت، بعد أن اطمأن قلبي على أسرتي وأبنائي". وترك رحيل مضياف حزنا كبيرا في قلوب محبيه وزملائه في الدرب، خصوصا أن جرح فقدان عملاق الشاشة المغربية محمد مجد لم يندمل بعد، ففي أقل من أسبوع فقدت الساحة المغربية نجمين لمعا في سماء المجال الفني بعطائهما المتميز، فبعد أن رحل مجد الخميس الماضي بعد معاناة مع المرض، انطفأت أمس شمعة حسن مضياف. وعن رحيل مضياف، قالت فتيحة الوتيلي، طليقة الراحل مجد، إنها اشتغلت مع مضياف في أعمال فنية كثيرة، مشيرة إلى أنه اتصل بها من المصحة إثر توصله بخبر وفاة مجد، قائلا "سألحق بمجد، لأننا نعاني المرض نفسه"، وأضافت أن الراحلين كانا صديقين مقربين، قائلة "الفنانون تعاهدوا على الرحيل". وطالبت الوتيلي الجهات المسؤولة أن تلتفت للفنان "لأنه يعاني في صمت"، مبرزة أن "الفنان لا يعاني المرض بقدر ما يشعر بغصة تمزق أحشاءه، لأنه يظل شهورا دون عمل، وهذه الغصة أصابت الراحل حسن الصقلي وغيره من الفنانين، الذين يعانون ويموتون في صمت". من جانبها، قالت الممثلة عائشة ماهماه، التي صرحت أن الراحل كان "ممثلا متميزا وكوميديا ناجحا، إنسانا عطوفا، ومتواضعا جدا"، مشيرة إلى أنها كانت تعتبره أخاها الأصغر، وجمعتهما أعمال فنية كثيرة في التلفزيون والسينما. وأضافت ماهماه أن الراحل كان يطمئن على أحوالها الصحية، منذ دخولها المستشفى، وأنه أرسل إليها زوجته، لأنه لم يكن يستطيع صعود السلالم، وأضافت "إنه فنان متعدد المواهب، اشتغل في التمثيل والديكور والإنارة، قليل الكلام عن نفسه، ومحب للعمل الجيد، له شخصية خاصة، استطاع أن يهزم المرض بالأمل، كان أبرز نجوم "مسرح 80"، عاش بسيطا ومات بسيطا".