قررت مجموعة أحمد الزايدي، الخاسر في السباق إلى قيادة حزب الاتحاد الاشتراكي، الإعلان عن تشكيل فريق برلماني بمجلس النواب، غير تابع للحزب ردا على ما يعتبرونه حملة قادها ضدهم إدريس لشكر، الكاتب الأول للحزب، منعتهم من الوصول إلى المكتب السياسي. وأعلن المهدي منشد، عضو اللجنة الإدارية للحزب، وابن القيادي الاتحادي الطيب منشد، في تصريح ل"المغربية"، أن "مجموعة الزايدي من حقها القيام برد الفعل، والحسم، ومقاومة ما ينوي لشكر فعله بالاتحاد الاشتراكي، حتى إذا تطلب الأمر الخروج من الحزب، لأن البقاء فيه أصبح عبثا ولا نقبل بأن نكون تحت رحمة الآخرين"، كاشفا أن المجموعة ستجتمع في وقت قريب لتقييم الوضع والتفكير في كيفية مواجهة التطورات الأخيرة التي عرفها الحزب. وتوقع منشد أن تناقش مجموعة الزايدي "سيناريوهات المقاومة"، ومنها إما التشكل في تيار مهيكل وقوي بتوفره على فريق برلماني بمجلس النواب والعديد من المستشارين، أو الإعلان عن الانشقاق والتأسيس "لتجربة سياسية جديدة، تبقي الفكر الاتحادي حاضرا في الساحة السياسية، أو الصمود والمجابهة مع أنصار لشكر، لحماية التراث الاتحادي من الانقراض والحفاظ على الفكر الاتحادي". من جهته، كشف قيادي اتحادي، فضل عدم ذكر اسمه، في تصريح ل"المغربية"، أن الخطوة الأولى لمجموعة الزايدي تتمثل في تكوين فريق برلماني غير تابع تنظيميا للقيادة الجديدة للاتحاد الاشتراكي، وهي "بداية طريق المجموعة نحو الانفصال الكلي عن الحزب عبر إعلان الانشقاق في وقت قريب". وأوضح المصدر أن مجموعة الزايدي، التي تتشكل من العديد من البرلمانيين وأطر الاتحاد، تلتقي في تقييم التجربة الاتحادية، مع بعض الاختلافات المحدودة في وجهات النظر مع مجموعة الثلاثي علي بوعبيد، الذي قدم استقالته من الحزب قبل المؤتمر الوطني التاسع، ومحمد الأشعري والعربي عجول، ما يفيد أن المجموعتين قد تلتقيان قريبا للتفكير في المشروع الجديد للاتحاديين الغاضبين على القيادة الجديدة. من جانبه، قدم محمد رضا الشامي استقالته رسميا من المكتب السياسي المنتخب من طرف اللجنة الإدارية، تضامنا مع رفاقه في المجموعة الذين لم يتمكنوا من الظفر بمقعد في المكتب السياسي، خاصة منهم أحمد الزايدي، وجمال أغماني، وحسن طارق، ومحمد عامر، ورشيدة بنمسعود، والعديد من القياديين الاتحاديين البارزين على الساحة السياسية. واعتبر الشامي سقوط رفاقه في الانتخابات المشكلة للمكتب السياسي "مؤامرة خطط لها لشكر ومجموعته الراغبة في تصفية العديد من القادة الاتحاديين"، كما رفض أن يكون لوحده دون رفاقه في مجموعة الزايدي في المكتب السياسي الجديد.