أعلن شكيب بنموسى، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، أن "مرحلة ثانية من اللقاءات"، التي يعقدها المجلس مع الفعاليات المحلية بالأقاليم الجنوبية، ستنطلق في أواخر شهر فبراير المقبل لتعميق النقاش بشأن النموذج التنموي الجديد بالمنطقة. وأشار بنموسى، في تصريح صحفي على هامش لقاء عقده، مساء أول أمس الثلاثاء، بالداخلة مع فعاليات جهة وادي الذهب لكويرة، في إطار اللقاءات التي ينظمها المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي مع فعاليات الأقاليم الجنوبية للمملكة حول النموذج الجديد للتنمية بالمنطقة، أن المرحلة الأولى من اللقاءات المباشرة ستتلوها مرحلة ثانية من اللقاءات مع السكان برمجت في آخر شهر فبراير المقبل "سيجري فيها التطرق إلى المواضيع ولا نبقى في العموميات". وبعد أن ذكر بالجولة الموسعة الحالية للأقاليم الجنوبية للقاء مع فعالياتها، أبرز أنه سيجري في المرحلة الثانية التطرق إلى المواضيع المرتبطة بالتنمية بالمنطقة والاستماع إلى الاقتراحات العملية التي يمكن الخروج بها، ما سيساعد على تهييء التقرير المرحلي الذي سيعده المجلس في أواخر شهر مارس المقبل، وفي الوقت نفسه، الشروع في إعداد التقرير النهائي المنتظر في نهاية أكتوبر المقبل. وفي معرض حديثه عن اللقاءات المباشرة الحالية التي يعقدها المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بالأقاليم الجنوبية، أبرز بنموسى أن المجلس برمج عددا من الاجتماعات على امتداد الأسبوع في إقليمي وادي الذهب وأوسرد لعقد لقاءات مع المنتخبين والغرف المهنية وكل فعاليات المجتمع المدني، لتعميق النقاش حول النموذج التنموي الجديد بالمنطقة. وأشار إلى أن هذه اللقاءات تتوخى الاستماع إلى فعاليات الجهة ومعرفة تصوراتهم بشأن ما جاء في الورقة التأطيرية والحلول التي يرون أنها يمكن أن تساهم في التهييء للمستقبل. وأوضح أن المنطقة التي تزخر بمؤهلات مهمة جدا في قطاعات السياحة والصيد البحري، وكذلك في القطاع الفلاحي إذا ما توفر الماء الكافي، فإنها تواجه في الوقت نفسه إكراهات، مضيفا "إذا أردنا تحقيق تنمية مستدامة في المنطقة وخلق فرص الشغل للسكان فإن ذلك يتطلب تجاوز تلك الإكراهات". وقال إن الهدف من هذه اللقاءات مع الفعاليات المحلية بالمنطقة "هو الاستماع إلى السكان والفاعلين الذين يعرفون واقع الحال والذين بمشاركتهم ومساهمتهم سنرى معهم الحلول المناسبة". وأبرز أنه بعد سلسلة اللقاءات التي جرت في الجهات الجنوبية الثلاث، سيجري عقد اجتماعات داخل المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي للاستماع إلى كل اللجان التي زارت هذه الجهات ومعرفة حصيلة الاجتماعات واللقاءات التي عقدتها وكيفية تطوير عملية الإنصات ومساهمة السكان وفقا لتلك الحصيلة. من جهة أخرى، أكد شكيب بنموسى، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، أن تأهيل جهة وادي الذهب لكويرة سيعزز العمق الإفريقي للمغرب، ويجعل من الجهة جسرا حقيقيا سيعود على سكانها بالفائدة. وأبرز بنموسى، في كلمة ألقاها، مساء أول أمس الثلاثاء، بالداخلة، في لقاء ضمن سلسلة اللقاءات التي ينظمها المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي مع فعاليات الأقاليم الجنوبية للمملكة، حول النموذج الجديد للتنمية بالمنطقة، أن تأهيل الجهة يتطلب الانخراط الجماعي في المساهمة الفعلية في صياغة وتنزيل النموذج التنموي الذي ستعمل كافة القوى الحية للجهة على المساهمة في بلورته. وقال إن هذا النموذج "يريده صاحب الجلالة أن يكون مبنيا على قاعدة المشاركة التي بمقتضاها يعبر السكان والنخب عن انتظاراتها واختياراتها بكل حرية، وبموجبها تساهم في وضع التصورات والبرامج، ليكون النموذج المقترح منبثقا منها تحتضنه وترعاه وتسهر على إنجاحه". وذكر رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بالورقة التأطيرية التي وضعها المجلس بشأن النموذج التنموي الجديد للتنمية بالأقاليم الجنوبية انطلاقا من دعوة جلالة الملك "لبلورة نموذج تنموي جهوي مندمج ومضبوط يطبق على أوسع نطاق، وإقامة منظومة اقتصادية جهوية محفزة للنمو وخلق الثروات ومدرة لفرص الشغل، سيما بالنسبة للشباب". وأشار إلى أن هذه الورقة التأطيرية تعتبر بمثابة خارطة طريق لعمل المجلس خلال الشهور القادمة كي يقترح نموذجا تنمويا للمناطق الجنوبية للمملكة يبنى على المكتسبات، وكذا تصورا جديدا يتجاوز العوامل المعيقة للمشاركة والمبادرة، ويضع أسسا لجيل جديد من المشاريع المهيكلة والأوراش المنتجة للنمو. وأضاف أن المجلس سوف يجتهد لاقتراح أسس أرضية تروم إشراك كل المعنيين بالنهوض الاقتصادي بالأقاليم الجنوبية ضمن مشروع تنموي إدماجي جامع يكون السكان المحليون في قلبه وتشكل انتظاراتهم واقتراحاتهم جوهره. وأبرز أن المجلس في هذه المرحلة الأولية من التشخيص يسعى، سواء من خلال الورقة التأطيرية التي قدمت أمام أنظار صاحب الجلالة أو إبان اللقاءات الحالية، إلى الاطلاع والكشف وتلقي الملاحظات والاقتراحات المختلفة التي تنتظر من كل الفاعلين السياسيين والجمعويين والاجتماعيين أن يقدموها للمجلس، سواء بشكل مكتوب أو بواسطة الاتصال المباشر معهم. وكان نائب رئيس مجلس جهة وادي الذهب لكويرة، رمضان المامي، ألقى قبل ذلك كلمة ترحيبية خلال هذا اللقاء، الذي حضره والي الجهة عامل إقليم وادي الذهب، حميد شبار، وعامل إقليم أوسرد، لحسن بولعوان، ورؤساء المجالس المنتخبة وشيوخ القبائل ورؤساء المصالح الخارجية وممثلو النسيج الجمعوي والمنظمات المهنية وفعاليات محلية. وأكد المامي أن الورقة التأطيرية التي قدمت أمام صاحب الجلالة، والتي تهم آفاق التنمية بالأقاليم الجنوبية للمملكة شكلت بالنسبة إلى سكان الجهة، خارطة طريق طموحة ومعبرة عن كافة مساعي التنمية التي يطمحون لها، بغية الرقي بالمستوى الاقتصادي والاجتماعي لكافة سكان الجهة، من خلال المشاركة الفعالة للمواطنين في تسيير الشأن المحلي. وقال "نعلن انخراطنا التام والشامل في إنجاحها والسعي إلى تطبيقها على أرض الواقع وإغنائها كذلك بتقديم مقترحات إضافية، من خلال هذه اللقاءات التشاركية والنقاشات المواكبة لها بهدف إعطاء قيمة مضافة لمسلسل التنمية المستدامة لجهات الأقاليم الجنوبية تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والذي مافتئ يعطي الأولوية لرعاياه الأوفياء بهذه الربوع العزيزة على كل المغاربة". وكان شكيب بنموسى أكد أن النموذج التنموي المنشود في الأقاليم الجنوبية سيشكل٬ لا محالة٬ قاطرة لإطلاق دينامية تنموية في كل جهات المملكة ومختبرا للاستثمار الأمثل للذكاء الجماعي المحلي والوطني. وأضاف بنموسى٬ في كلمة ألقاها، مساء الاثنين المنصرم، بالعيون٬ في إطار اللقاءات التي ينظمها المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي مع فعاليات الأقاليم الجنوبية للمملكة٬ حول النموذج الجديد للتنمية بالمنطقة٬ أن هذه المبادرة التنموية تشكل نموذجا طلائعيا لبناء مغرب، وقد تجذرت فيه قيم المجتمع الديمقراطي وأخلاق المبادرة والمسؤولية والإنتاج وتوفرت فيه شروط العيش الكريم. وأبرز أن هذه المبادرة تنبني على تصور جديد قادر على خلق ثروات، استنادا إلى كافة مؤهلات المنطقة٬ وإيجاد فرص الشغل، سيما للشباب، من خلال وضع جيل جديد من المشاريع المهيكلة والأوراش المنتجة للنمو. وأضاف أن هذه المقاربة تنبني على الاستفادة الجماعية للسكان من هذه الجهود والتوزيع العادل للثروات والتدبير المبني على الديمقراطية التشاركية واحترام كرامة المواطنين وتأمين حقوقهم الإنسانية الأساسية. وأشار بنموسى إلى أن جهة العيون - بوجدور - الساقية الحمراء لها عمق تاريخي وثقافي شكل دوما رافدا مكونا للهوية المغربية٬ مضيفا أن المؤهلات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والطاقات التي تزخر بها تنحو في الاتجاه الأمثل لاستثمار خيراتها لما فيه مصلحة سكانها وشبابها ونسائها.