أكد فاعلون محليون بإقليم كلميم على ضرورة ملاءمة النموذج الجديد للتنمية في الأقاليم الجنوبية مع الحاجيات الاقتصادية والاجتماعية للسكان المحليين في انسجام مع الخصوصيات الثقافية للمنطقة. وكان رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، شكيب بنموسى، قدم لجلالة الملك محمد السادس، أول أمس الأربعاء، ورقة تأطيرية حول نموذج التنمية الجهوية للأقاليم الجنوبية. وأضاف هؤلاء الفاعلون في تصريحات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء٬ أن هذا النموذج يجب أن يكون منسجما، أيضا، مع القضايا الكبرى التي جرت مناقشتها في عدة محطات وطنية وجهوية٬ وأن تستجيب مرتكزاته لطموحات وانتظارات سكان الأقاليم الجنوبية. وفي هذا السياق٬ أبرز الأستاذ الباحث عمر ناجيه، أن الورقة التأطيرية تؤسس لمرحلة متقدمة في اتجاه تعزيز المكاسب التنموية التي تحققت بالأقاليم الجنوبية٬ مشددا على ضرورة استحضار العنصر البشري في إعداد هذا النموذج من خلال تأهيله وتطوير قدراته الانتاجية لضمان انخراطه في الأوراش التنموية الكبرى التي تعرفها هذه الأقاليم. بدوره٬ أكد عبد اللطيف بنمر فاعل سياسي أهمية الورقة التأطيرية في إبراز أهم ملامح الجهوية المتقدمة المنشودة٬ مثمنا مبادرة إشراك كل الفاعلين السياسيين والجمعويين والحقوقيين في إغناء مضامين هذه الورقة. وأبرز حسن دو الفقير فاعل جمعوي في السياق نفسه أن تأكيد الورقة التأطيرية على إشراك السكان المحليين المعنية في عملية إعداد هذا النموذج يندرج في إطار تعزيز الديمقراطية التشاركية في انسجام تام مع مقتضيات الدستور الجديد. وعبر عن الأمل في أن يضع هذا النموذج التنموي حدا لاقتصاد الريع ويساهم في تحقيق رهان التنمية الشاملة في إطار رؤية شمولية ومندمجة. وأكد سعيد توبير فاعل سياسي على أن الورقة التأطيرية المتعلقة بإعداد أرضية نموذجية للتنمية في الأقاليم الجنوبية تتيح للفاعلين المحليين فرصة التداول بشأن القضايا الاجتماعية والاقتصادية العالقة التي تحول دون تحقيق إقلاع اقتصادي حقيقي منتج للثروة وموفر لفرص التشغيل والانكباب على معالجتها في إطار مقاربة تشاركية. كما أعرب عن أمله في أن ينبثق عن هذه الورقة التأطيرية نموذج تنموي حقيقي ومتكامل يشكل لبنة نحو تفعيل الجهوية المتقدمة في الأقاليم الجنوبية للمملكة. وفي السياق نفسه، أبرز مصطفى أشيبان فاعل جمعوي أن الورقة التأطيرية المتعلقة بإعداد نموذج تنموي في الأقاليم الجنوبية تأتي تمهيدا للتنزيل الحقيقي للجهوية المتقدمة٬ مؤكدا أن المقاربة التشاركية المعتمدة في إعداد هذا النموذج تستدعي تأهيل النخب والفعاليات المحلية بشكل يمكنها من تقديم مقترحات عملية خلال اللقاءات والمنتديات المزمع تنظيمها لاحقا. ودعا إلى استحضار الموروث الثقافي المحلي والأخذ بعين الاعتبار المشاريع المنجزة والمخططات التنموية المتبناة بالمنطقة في عملية إعداد هذا النموذج الخاص بالأقاليم الجنوبية.