اطلع وفد من السفراء المعتمدين بالمغرب، يقوم حاليا بزيارة استطلاعية للداخلة٬ أول أمس السبت٬ على إمكانات جهة وادي الذهب لكويرة، ومؤهلاتها في مجال الاستثمار والتطور المهم لمؤشرات التنمية، التي تشهدها هذه الجهة في عدد من القطاعات. وقدم مدير المركز الجهوي للاستثمار لجهة وادي الذهب لكويرة، عبد الله بوحجر، خلال لقاء عقد بمقر المركز٬ لأعضاء الوفد، عرضا تمحور حول المؤهلات الاقتصادية المهمة التي تزخر بها الجهة، وكذا فرص الاستثمار المتاحة التي تجاوزت فيها قيمة ملفات الاستثمار التي أحيلت على المركز سنة 2011 أزيد من 3 ملايير درهم في مختلف القطاعات. وأبرز أن الجهة٬ التي تتشكل من إقليمي وادي الذهب وأوسرد وتمتد على مساحة 142 ألفا و865 كلم مربع، أي ما يمثل 20 في المائة من مساحة المملكة٬ تعد فضاء وقطبا مهما للتنمية يمكن أن يضطلع بدور أساسي في التعاون المثمر مستقبلا مع محيطه الجهوي بالنظر إلى الموقع الجغرافي المتميز لهذه المنطقة من المملكة المحاذي للساحل الأطلسي، الذي يشكل بوابة نحو بلدان إفريقيا جنوب الصحراء. وتتوفر الجهة٬ حسب المعطيات التي قدمت٬ على إمكانات مهمة في قطاعات الفلاحة وتربية المواشي والصيد البحري وتربية الأحياء المائية والسياحة، فضلا عن قطاعات أخرى واعدة كالطاقات المتجددة والصناعة والتجارة، التي تشكل رافدا للتنمية الحالية والمستقبلية بالجهة. ويستفاد من هذه المعطيات٬ التي تضمنت استعراضا لمحاور تنمية قطاع الصيد البحري والآفاق المستقبلية لهذا القطاع٬ أن الإنتاج في مجال الثروات السمكية بلغ سنة 2011 حوالي 362 ألفا و668 طنا بقيمة بلغت مليارا و58 مليون درهم. وتطرق العرض، أيضا، إلى الإمكانات المتوفرة في قطاع تربية المواشي بالجهة، التي تتوفر على مراعي شاسعة تمتد على أزيد من 12 مليون هكتار، وتوجد بها أيضا 6 شركات تعمل في مجال إنتاج البواكر والخضر، التي تصدر لأسواق أوروبية وأمريكية. وجرى في هذا السياق، التذكير بالجهود التي تبذل للنهوض بالقطاع الفلاحي بالجهة، ضمن محاور المخطط الفلاحي الجهوي، الذي يندرج في إطار مخطط المغرب الأخضر، وكذا الإمكانات والمؤهلات المتوفرة في القطاع السياحي بالجهة التي تتوفر على مجموعة من الوحدات السياحية، والتي تجتمع فيها فضاءات متعددة (الساحل الأطلسي وخليج الداخلة والفضاء الصحراوي). وجوابا عن استفسارات عدد من أعضاء الوفد الدبلوماسي بشأن واقع ومستقبل التنمية في المنطقة وخيارات التنمية المعتمدة٬ قدم كل من المندوب الجهوي للسياحة ومديرة الوكالة الحضرية بالجهة مداخلتين حول آفاق قطاع السياحة ومشاريع التأهيل الحضري والمشاريع، التي أنجزت أو المبرمجة لتعزيز المنجزات التنموية بالجهة، في أفق تحقيق تنمية منسجمة ومتوازنة ومندمجة، ضمن النموذج الجديد للتنمية بالأقاليم الجنوبية، التي تقوم على هذه المرتكزات. وثمن عدد من أعضاء الوفد الدبلوماسي بهذه المناسبة، الجهود التي بذلها المغرب لتنمية هذه المنطقة، معربين عن إعجابهم بما تحقق من منجزات لمسوها عن قرب، خلال زيارتهم للداخلة. وأبرز سفير جمهورية إفريقيا الوسطى عميد السلك الدبلوماسي المعتمد بالمغرب، نيماغا إسماعيلا، في هذا السياق، أهمية التطور الذي عرفته هذه المنطقة من المغرب المعروف بتاريخه العريق التي سيكون لها آفاق واعدة. وأعرب٬ خلال لقاء عقد بعد ظهر اليوم نفسه، مع رؤساء المجالس المنتخبة٬ "عن تهانيه بشأن ما تحقق وتشجيعاته لما سيتحقق". من جهته٬ أكد رئيس مجلس جهة وادي الذهب لكويرة، المامي بوسيف٬ الذي قدم نظرة عن التطور التنموي، الذي عرفته الجهة في مختلف المجالات٬ أن تلك المنجزات هي ثمرة الوحدة في إطار الوطن الأم، فيما الذين راهنوا على اختيار الانفصال وارتموا في أحضان أعداء الوحدة يعيشون المآسي بالجنوب الجزائري ويتعرضون للاستغلال البشع. وأشار إلى أن المغرب مقبل على تطبيق الجهوية الموسعة، التي سيكون منطلقها من الأقاليم الجنوبية للمملكة٬ مبرزا أن اعتماد هذا الخيار ستكون له نتائج إيجابية في مختلف الميادين. على صعيد آخر٬ قام أعضاء الوفد الدبلوماسي اليوم ذاته بزيارات ميدانية لميناء الداخلة الجديد ووحدة لتجميد السمك ومحطة معالجة المياه بالمدينة، بالإضافة إلى زيارة وحدة لإنتاج الطماطم بمنطقة تاورطا ووحدة لتربية النعام. ويضم الوفد٬ الذي كان حل مساء الجمعة بالداخلة في زيارة تستمر أربعة أيام بمبادرة من المؤسسة الدبلوماسية٬ سفراء كل من جمهورية إفريقيا الوسطى، وغامبيا، وغينيا، ومالي، والكونغو، وغينيا بيساو، والسينغال، وبنين، وكوريا الجنوبية، والأردن، والقائم بأعمال سفارة الغابون بالرباط.