عاشت الطريق الوطنية الرابطة بين فاسوسيدي قاسم، يوم الخميس المنصرم، حادثا غريب الأطوار، حين عمد سائح فرنسي إلى الاستيلاء على سيارة أجرة كبيرة، كانت تقله إلى منزل أسرة زوجته التي تقيم ببلدة مولاي إدريس زرهون بضواحي مدينة مكناس. حسب مصادر من عين المكان، لاذ المواطن الفرنسي على متن سيارة الأجرة المسروقة بالفرار، بعدما فاجأ سائقها، بمجرد ترجله منها بعد توقفه بمحطة بنزين غير بعيد عن مدينة فاس، إذ انطلق بها مسرعا في اتجاه مدينة مكناس. ووقف سائق سيارة الأجرة مشدوها وهو يرى زبونه الفرنسي المدعو "د. ك. كرونير"، من مواليد 1966، ينطلق بسيارته بسرعة جنونية ويختفي عن الأنظار، فما كان منه إلى أن اتصل بزملائه بمدينة فاسومكناس، وطالبهم بمطاردة سيارته المختطفة، التي رغم اللحاق بها، بعد أن كانت تجاوزت مدينة مكناس في اتجاه مدينة سيدي قاسم، فقد رفض "مختطفها" التوقف أو الامتثال لمنبهات السيارات التي كانت تطارده. وأوضحت المصادر نفسها أن السرعة المفرطة التي كان يسوق بها الفرنسي سيارة الأجرة المختطفة، عجلت بفقدانه التحكم في مقودها لترتطم بإحدى الأشجار على جانب الطريق بالقرب من مدينة سيدي قاسم، فجرت محاصرة "المختطف" من طرف مطارديه إلى حين حضور عناصر الدرك الملكي التي ألقت القبض عليه، وسلمته للمصالح الأمنية بمدينة فاس. وتبين بعد التحريات التي باشرتها الضابطة القضائية بفاس، أن السائح الفرنسي كان، قبل تنفيذ عمليته الإجرامية، زار مدينة فاس اليوم نفسه، وقام بجولة بمختلف أرجاء المدينة على متن سيارة أجرة صغيرة، انتهت بتهربه من أداء واجبات الجولة السياحية، مدعيا أنه لا يتوفر على عمولة، قبل أن يبادر إلى الاتصال عبر الهاتف بزوجته، التي ترجت سائق سيارة الأجرة الصغيرة بنقل زوجها لمحطة سيارات الأجرة الكبيرة لتدبر الأمر. وحسب المصادر ذاتها، فإن زوجة الفرنسي ربطت الاتصال من جديد بسائق سيارة أجرة كبيرة، وطلبت منه أن يقوم بأداء واجبات سيارة الأجرة الصغيرة، وبنقل زوجها الفرنسي إلى البيت لتتكفل هي بجميع ما في ذمة زوجها من مصاريف، فاستجاب السائق لطلبها وانطلق بسيارته حاملا معه على متنها المواطن الفرنسي نحو بلدة مولاي إدريس زرهون، قبل أن يفاجأ به وهو يستولي على سيارته، في غفلة منه، ويلوذ على متنها بالفرار، تاركا إياه بمحطة للبنزين بضواحي مدينة فاس. وتأكد بعد التحريات التي باشرتها عناصر الضابطة القضائية بمدينة فاس، أن المواطن الفرنسي يعاني مرضا نفسيا وانفصاما في الشخصية، وهو ما أثبتته زوجته المغربية من خلال الملف الطبي الذي سلمته للمصالح الأمنية، هذه الأخيرة بادرت إلى إخلاء سبيل المواطن الفرنسي، وأحالته على مصحة طبية خاصة بمدينة فاس قصد إخضاعه للعلاج.