بين الإحساس بالفزع من الموت والافتتان بسحر الأساطير والفضول لكشف كنه لغز نبوءة المايا٬ عقد الآلاف من السياح الغربيين والأسيويين، المنجذبين إلى سحر الأسطورة، العزم على قضاء عطل أعياد الميلاد بمهد نبوءة المايا. شعب المايا أصحاب نبوءة نهاية العالم سيتوجه هؤلاء إلى مهد نبوءة المايا، في واحدة من بلدان أمريكا الوسطى، لمشاطرة اللحظة مع أحفاد هذه الشعب الذي ارتبطت معيشته بشكل وثيق مع الأجرام السماوية وحساب الفلك. في المكسيك٬ حيث خمس محافظات جنوبية تدخل ضمن العالم القديم للمايا٬ سنت الحكومة برنامج احتفالات لاستقطاب 52 مليون سائح أجنبي ووطني خلال سنة 2013، عبر تنظيم حوالي 600 حدث بمختلف المناطق الأثرية، من أجل التعريف بهذه الحضارة البائدة، التي عاشت أوجها بين أواسط القرن الثالث وبداية القرن العاشر الميلادي. وتراهن المكسيك على الحدث من أجل الدفع بعجلة السياحة من جديد، والرفع من نسبة الوافدين الأجانب إلى أكثر من 23 مليون سائح الذين زاروا البلد، خلال سنة 2011. وقبيل الواحد والعشرين من دجنبر٬ بلغ معدل ملء الفنادق بمنطقة كانكون السياحية، على سبيل المثال، 90 في المائة. أما غواتيمالا٬ فتأمل في استقبال ما بين 150 ألف و200 ألف سائح، خلال الأيام المتبقية من شهر دجنبر، عبر وضع برنامج احتفالات تشارك فيه 13 مستوطنة منحدرة من شعب المايا القديم. ولم يفت الحكومة إصدار توضيحا تبرز فيه أن هذه الاحتفالات هي لتخليد الانتقال إلى الباكتون الرابع عشر وليس إيذانا بنهاية العالم. وفي بعض البلدان، التي تضم مستوطنات صغرى لأحفاد المايا، مثل بيليز وهندوراس وسلفادور وبنما٬ ستنظم احتفالات صغرى لاستقبال الباكتون الرابع عشر، وفق التقويم الزمني للمايا٬ الذي انتقل من رزنامة لحساب الزمن إلى رزنامة لنهاية العالم بسبب "قراءة خاطئة"٬ خطأ لولاه لما رأت النور أعمال أدبية وفنية وليدة خيال أدباء وسينمائيين وأشخاص عاديين من المؤمنين بالأساطير والنبوءات.