تتواصل، اليوم السبت وغدا الأحد في مدينة بوزنيقة، أشغال المؤتمر الوطني التاسع للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، التي انطلقت أمس الجمعة. (ماب) وتميزت جلسة الافتتاح، صباح أمس، بحضور رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وعدد من أعضاء الحكومة، ومسؤولي الأحزاب السياسية، والمركزيات النقابية، وضيوف يمثلون أحزابا اشتراكية من فرنسا، وإسبانيا، واليونان، ووفود عربية من فلسطين وسوريا والجزائر وموريتانيا. وبينما شهد افتتاح المؤتمر عودة محمد الكحص، عضو المكتب السياسي، سجل غياب عبد الرحمان اليوسفي، الكاتب الأول الأسبق، وغاب أيضا، علي بوعبيد ومحمد الأشعري، اللذان كانا جمدا نشاطهما في المكتب السياسي للحزب، إلى جانب العربي عجول. وعشية انطلاق المؤتمر، توالت تحركات التحالفات، إذ نشر طارق القباج، عمدة مدينة أكادير، رسالة أعرب فيها عن مساندته لفتح الله ولعلو، أحد المتنافسين الأربعة على الكتابة الأولى، إلى جانب حبيب المالكي وإدريس لشكر وأحمد الزايدي، بما يعنيه هذا الدعم من جلب أصوات قسم مهم من المؤتمرين من منطقة سوس ماسة درعة لفائدة ولعلو. ومن خلال برامجهم، ظهر المرشحون الأربعة متفقين في تشخيص أزمة الحزب، وأجمعوا على "خطأ" الاستمرار في الحكومة سنة 2002، بعد تعيين إدريس جطو وزيرا أول، و"الإخلال بالمنهجية الديمقراطية"، رغم احتلال الحزب المركز الأول في الانتخابات التشريعية، ثم المشاركة في حكومة عباس الفاسي، سنة 2007. إلا أن مقاربة معالجة الأزمة تختلف نسبيا من مرشح إلى آخر، ما يجعل الحسم رهينا بمدى قدرة كل مرشح على تدبير التحالفات وحشد الدعم، خاصة في الدور الأول، الذي يفترض أن يسفر عن مرشحين اثنين يحتكمان إلى دور ثان، من أجل الفوز بمنصب الكاتب الأول للحزب. وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، ركز عبد الواحد الراضي، الكاتب الأول المنتهية ولايته، على إعطاء "انطلاقة جديدة للحزب، وخلق روح جديدة بين قيادييه، من أجل استعادة وهجه"، داعيا إلى استخلاص الدروس من المشاركة في حكومتي جطو واليوسفي. كما تطرق إلى التحديات المطروحة على الحزب في عهد القيادة المقبلة، من أجل ضمان تطبيق جيد للدستور، مشددا على أن ذلك لن يتأتى إلا بوجود اتحاد قوي، في مستوى المرحلة. كما شدد الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية،على ضرورة الإبقاء على دور بعثة الأممالمتحدة في الصحراء (المينورسو) في الحدود التي رسمها لها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وجاء في كلمة الراضي أن الاتحاد الاشتراكي يرفض، أيضا، تغيير المهام التي حددها مجلس الأمن للمبعوث الشخصي للأمين العام، كريستوفر روس، للتوسط من أجل الوصول إلى حل سياسي عادل ودائم لقضية الصحراء على أساس الوحدة الترابية للمملكة. ودعا الراضي الدبلوماسية المغربية إلى التحلي باليقظة وتقوية موقف المغرب لدى الدول الفاعلة، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة تعزيز الجبهة الداخلية وتمكين المناطق الجنوبية من فرص كفيلة بخلق الثروة ومناصب الشغل.