بعد غياب طويل، أعاد عبد الواحد الراضي، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، محمد الكحص إلى أحضان البيت الاتحادي من بوابة المؤتمر التاسع المقرر عقده صباح غد الجمعة بمركب مولاي رشيد ببوزنيقة. وكشفت مصادر اتحادية أن الراضي أقدم على اختيار الكحص، الذي كان دخل في عزلة بعد مغادرته وزارة الشباب وقطع علاقته بأجهزة الاتحاد، ضمن الفعاليات (نخب، أطر...) التي يخول قانون الحزب للكاتب الأول وأعضاء المكتب السياسي اختيارها في حدود 5 في المائة من المؤتمرين. وحسب المصادر، فإن الراضي اختار من بين 13 مقعدا المخصصة له كاتب الدولة في الشباب في حكومة إدريس جطو، مشيرة إلى أنه إلى حد الساعة لا يعرف إن كان الكحص سيحضر المؤتمر للمشاركة عبر بوابة الفعاليات أم سيفضل المزيد من الابتعاد عن حزب المهدي بنبركة وقطع الصلة به. وفيما أوضحت مصادر «المساء» أن اقتراح الكاتب الأول لاسم الكحص ضمن الفعاليات غير قابل للاعتراض من أي جهة، كشف مصدر من المكتب السياسي للاتحاد أن هناك سعيا حثيثا من أنصار إدريس لشكر لنسب حضور الكحص للمؤتمر إلى أنفسهم، فيما يشير الواقع إلى أن هجران رئيس التحرير السابق لجريدة «ليبراسيون»، وقد حاول بعض الاتحاديين إعادته إلى الحزب باعتباره رجل المرحلة في ظل تهافت الحرس القديم على منصب الكتابة الأولى، كان من ورائه كل من لشكر ومحمد بوبكري. وكان الكحص قد جمد عضويته في المكتب السياسي للاتحاد دون أن تعرف أسباب هذا التجميد باستثناء قوله إنه لم يعد متفقا مع الخط السياسي للحزب، فيما ربطت مصادر اتحادية مغادرته ب«محاولته تجاوز محمد اليازغي، الكاتب الأول للحزب آنذاك، أثناء المفاوضات لتشكيل حكومة عباس الفاسي، غير أن اليازغي اعترض عليه». من جهة أخرى، كشفت مصادرنا أن أعضاء المكتب السياسي يواجهون تحدي الوفاء بالوعود التي أطلقوها بشأن تمكين عدد من الفعاليات من عضوية المؤتمر التاسع عبر بوابة الفعاليات، في ظل العدد الكبير للأنصار الطامحين إلى اكتساب صفة مؤتمر مقابل الكوطا المخصصة لكل عضو في المكتب السياسي والبالغة 3 أعضاء. إلى ذلك، أعلن طارق القباج، عمدة أكادير، وعضو المجلس الوطني للاتحاد، مساء أول أمس الثلاثاء، في لقاء حضره أحمد الزايدي، المرشح لمنصب الكاتب الأول للحزب، عن دعمه بشكل رسمي للزايدي على عكس ما كان متوقعا. وحسب مصدر مقرب من الزايدي، فإن دعم القباج يزيد من حظوظ رئيس الفريق الاشتراكي في مجلس النواب، خاصة في ظل الدعم الذي يلقاه حاليا وشبه الإجماع حوله في جهات كبرى هي مراكش تانسيفت الحوز، وجهة فاس، والجهة الشرقية، وأخيرا جهة سوس ماسة درعة. وعلى عكس التوقعات التي كانت سائدة لم يحقق إدريس لشكر، المرشح المثير للجدل، أي اختراق في جهة الدارالبيضاء الكبرى، بعد أن لم يتمكن من ضمان مقاعد لمناصريه في المؤتمر التاسع، إذ لم يتجاوز عدد المؤتمرين المحسوبين عليه العشرة من أصل نحو 100 مؤتمر المخصصة لجهة الدارالبيضاء. فيما تمكن الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان في عهد حكومة عباس الفاسي الثانية من الظفر بدعم اتحاديي الصحراء وجزء كبير من مؤتمري أقاليم الشمال. من جهة ثانية، أنهت قيادة الاتحاد الاشتراكي الصراع الذي دار بين أنصار لشكر والزايدي خلال انتخاب مؤتمري فرع السويسي الرباط، يوم الأحد المنصرم، باقتسام عدد المقاعد المخصصة للفرع في المؤتمر بين الفريقين، حيث تم انتداب مؤتمرين عن كل فريق، في حين أقدم لشكر على سحب ترشيح ابنته خولة، التي حاول خصوم والدها قطع الطريق عليها بمعية مرشح آخر وصف بأنه مستشار من حزب الأصالة والمعاصرة بمقاطعة السويسي. وكانت جلسة الانتخاب قد تحولت إلى ساحة لتبادل الملاسنات الكلامية والاتهامات وتمزيق أوراق الحضور ولوائح المنخرطين بين المحسوبين على الزايدي ولشكر.