ألقى صراع الأجنحة الاتحادية المتصارعة، في أفق المؤتمر المقبل، على اجتماع الكتابة الإقليمية للاتحاد الاشتراكي المنعقد أمس بفاس، والمخصص لتجديد الهياكل، مما أدى إلى فشل اللقاء وتعليقه إلى أجل غير مسمى، كما أدى الصراع إلى إلغاء حضور إدريس لشكر لترؤس الاجتماع، بعدما كلفه المكتب السياسي بذلك. ونشب صراع حاد بين ثلاثة تيارات، الأول موال لليازغي، وهو الأقوى ويمثله محمد جوهر عضو الكتابة الجهوية بفاس، والثاني موال لفتح الله ولعلو ويمثله البرلماني السابق محمد البقالي، والثالث موال لإدريس لشكر ويمثله محمد الخضوري، عضو الكتابة الإقليمية. وقالت مصادر اتحادية ل»المساء» إن كل جناح حرص على إغراق الاجتماع بالأعضاء لضمان تفوقه العددي أثناء التصويت على المكتب الإقليمي الجديد، حيث إن عدد أعضاء المجلس لا يتجاوز 150، في حين حضر 400 عضو، من فروع تم اختلاقها في آخر لحظة. واستغرق النقاش فترة طويلة حول فرز العضوية، قبل أن يتم الانتقال إلى عملية التصويت، حيث تمت المصادقة بالإجماع على عضوية ثلاث نساء في مكتب المجلس، وواحد من المندمجين، لكن حين وصل التصويت إلى بقية اللائحة اعترض محمد الخضوري الموالي للشكر، بدعوى أن كثيرا من الأعضاء ليست لهم الأهلية للتصويت، فساد ارتباك كبير أدى إلى إعلان توقف الاجتماع وتعليقه، مما يعني أن الكتابة الإقليمية للحزب بالمدينة أصبحت غير موجودة. وفي سياق آخر، استأثر ترشيحا كل من عبد الواحد الراضي وفتح الله ولعلو لمنصب الكتابة الأولى للاتحاد الاشتراكي على أنشطة الحزب نهاية الأسبوع الماضي، وأفادت مصادر اتحادية بأن ندوة نظمتها الكتابة الجهوية بجهة الشمال، بتنسيق مع لجنة الهوية بمدينة طنجة حول «وحدة اليسار»، عرفت نقاشات هامشية بين الاتحاديين حول ترشيح الراضي وولعلو، وقالت المصادر إن بعض الاتحاديين لم يخفوا عدم اقتناعهم بالمرشحين، وذهب البعض إلى حد القول بأن «الأفضل أن يبقى اليازغي كاتبا أول بدل أن يتولى المرشحان المذكوران قيادة الاتحاد»، وتمنى آخرون لو بقي محمد الساسي في الاتحاد لأنه «مؤهل لقيادة الحزب في هذه المرحلة»، وتحدث آخرون عن «مؤهلات محمد الكحص لولا أنه تمخزن بمغازلته لفؤاد عالي الهمة مؤسس «حركة لكل الديمقراطيين»، على حد تعبير مصدر اتحادي. النقاشات الهامشية بين الاتحاديين -يقول مناضل اتحادي- كانت متسمة بالقلق، وعبرت، في جزء منها، عن عدم أهلية كل من ولعلو والراضي لقيادة المرحلة، لأن الأول «لم يتخذ إجراءات لصالح الشعب عندما كان وزيرا للمالية»، والثاني «يعد من أكثر المقربين من المخزن». ولم تتضح بعد صورة الأشخاص البارزين الذين سيتولون دعم هذه اللائحة أو تلك، إلا أن مصدرا اتحاديا أكد ل«المساء» أن الراضي حرص على استشارة محمد اليازغي قبل إعلان ترشحه، وأن هذا الأخير نصحه بعدم تقديم ترشيحه، وقال له: «أنت الوحيد الذي مازال الاتحاديون يحترمونه في المجلس الوطني، وإذا قدمت ترشيحك فستخسر هذا الاحترام»، إلا أن مصدرا اتحاديا آخر استبعد عدم دعم اليازغي للراضي، وقال: «أظن أن الراضي رشح نفسه بتعليمات من جهات عليا، وقد يحظى بدعم اليازغي». وقال المصدر إن الراضي قال للاتحاديين إنه استشار مع اليازغي، لكنه لم يقل لهم موقفه من ترشيحه. كما علمت «المساء» أن عبد الواحد الراضي أجرى اتصالات، عن طريق مدير ديوانه نجيب خدي، مع البرلماني حسن الدرهم لكسب دعمه، لكن لا يعرف ما إذا كان هذا الأخير مستعد لدعمه أم لا. أما فتح الله ولعلو فيركز على دعم الأطر الرباطية له. وينتظر أن تكتمل صورة ترشيحات اللوائح يوم الأربعاء المقبل، لأن القانون ينص على تقديم الترشيحات 21 يوما قبل موعد المؤتمر.