ثمة اعتقاد لدى الكثيرين بأن الاتحاد الاشتراكي الذي ينتظر الجولة الثانية من مؤتمره في الفترة ما بين 7 و9 نونبر المقبل؛ استطاع أن يلملم مشاكله الداخلية إلى حين، بحيث عاد إلى تشغيل آلية التوافق بين قادته، والتوجه صوب المؤتمر. وبينما يعتقد أن يكون المؤتمر سيد نفسه، وذلك بعدما توصلت قيادات الحزب المتصارعة إلى اتفاق يقضي بانتخاب الكاتب العام مباشرة من المؤتمر، وكذلك انتخاب المجلس الوطني ومنه المكتب السياسي، عوض العمل بنظام اللائحة الذي تم التراجع عنه. غير أن أكثر من مصدر تحدثت إليهم التجديد، نفوا ذلك، لأكثر من سبب، أوله أن صيغة انتخاب المؤتمرين بناء على عدد الأصوات المحصل عليها في الانتخابات التشريعية الأخيرة، وليس حسب عدد أعضاء الحزب في هذا المكتب الإقليمي أوذاك، مما يضعف بعض القيادات التي كانت لها حسابات معينة، وعملت على اللعب بالمساطر التنظيمية في الجولة الأولى لربح الوقت، وربما التفاوض على المواقع. هل يعني ذلك تجاوز ما وقع في الجولة الأولى؟ ليس بالضرورة، يقول المصدر، فطبيعة الصراعات التي شهدها الحزب منذ سنة تقريبا، وتصريحات بعض قادته، توحي بأن شيئا ما قد يحدث، قد يصل لدى بعض هؤلاء إلى تأسيس حركة سياسية منشقة، إن وجدوا أنفسهم خارج موقع القيادة، وبالضبط المكتب السياسي. لكن استحضار تطورات الأحداث منذ الجولة الأولى من المؤتمر إلى الآن؛ يعاكس هذه التوقعات، من ذلك القراءة التي أعطيت لبرقيتي تعزية الملك محمد السادس في وفاة كل من محمد بنيحي والحبيب الفرقاني، والتي اعتبرتها إشارة ملكية لقيادة الاتحاد بتجاوز خلافاتها. وهي الإشارة التي زكتها أخرى، وتتمثل في مكالمة جرت بين عبد الرحمان اليوسفي والملك حول المشكل ذاته، أعقبها لقاء اليوسفي بقيادات الاتحاد، وهي التي أدت إلى تبلور وثيقة دبجها القيادي محمد الأشعري، وضعت خطة طريق نحو تجاوز الخلافات القوية بين القيادات المتصارعة، بمعنى آخر؛ ثمة إرادة لدى أجهزة في الدولة تدفع في اتجاه تجاوز الاتحاد خلافاته. من سيقود الاتحاد الاشتراكي؟ ردّ المصدر بأن الصراع سيكون محتدما بين اثنين فقط، ادريس لشكر من جهة، وفتح الله ولعلو من جه ثانية، الأول لما يملكه من كاريزما وقوة في الشخصية، وفي الموقف السياسي، والثاني بحكم ثقله التاريخي والعلمي في صفوف الاتحاد، خاصة لدى نخب الحزب، بالرغم من الانتقادات التي توجه له لما كان وزيرا للاقتصاد والمالية. ويبقى مؤتمر الاتحاديين مفتوحا على كل الاحتمالات، بالرغم من أن الظاهر هو أن الاتحاديين تجاوزوا خلافاتهم، ذلك أن الاتحاديين متحدين على سوء التفاهم كما كان يقول المرحوم عبد الله ابراهيم، غير أن ذلك سرّ قوتهم أيضا.