أجمع المرشحون لمنصب الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، المشاركون في المناظرة الإعلامية التي نظمتها شبكة راديو بلوس وجريدة الاتحاد الاشتراكي صبيحة اليوم الثلاثاء بالرباط، على أن حزب الاتحاد الاشتراكي يمرّ بأزمة داخلية، وأنّ المؤتمر التاسع للحزب، المزمع أن ينعقد ما بين 14 و 16 من الشهر الجاري، يعتبر منعطفا حاسما ومفصليا في تاريخ الحزب. وانطلقت المناظرة الإعلامية، التي تعتبر الأولى من نوعها، بإجراء القرعة بين المترشحين الأربعة الذين حضروا، فيما غاب المرشح الخامس محمد الطالبي، لمعرفة ترتيب المرشحين الذين سيتناولون الكلمة، حيث أعطيت لكل واحد منهم خمس دقائق من أجل الحديث عن ماضيه في الحزب، وعشرين دقيقة للحديث عن برنامج كل مرشح ورؤيته المستقبلية، ثم خمس دقائق لتقديم خلاصة. وقال الحبيب المالكي إن اللحظة التي يعيشها حزب الاتحاد الاشتراكي في الوقت الراهن سيكون لها ما بعدها، مضيفا أن الحزب "وعلى الرغم من كل المشاكل والتراكمات، إلا أنه استطاع أن ينير الطريق من خلال التأسيس لثقافة سياسية جديدة، وهذا يؤشر ويؤكد على أن حزب الاتحاد الاشتراكي هو حزب المستقبل". وركز الحبيب المالكي خلال تدخله على مسألة إعادة تجديد هوية الحزب، وجعل المعركة الإيديولوجية معركة أساسية، متمنيا أن يكون المؤتمر التاسع للحزب منطلقا لإعادة الاعتبار للبعد الإيديولوجي، كما تحدث أيضا عن البعد الاجتماعي، قائلا بأن الحزب بحاجة إلى القيام بنقد ذاتي شامل، محمّلا مسؤولية تراجع شعبية الحزب إلى هجران المجتمع وعدم القيام بما يجب القيام به، "لأن المجتمع عاش تحولات لم يواكبها الحزب واستفادت منها جهات أخرى"، يقول المالكي، مؤكداعلى أن تراجع الفكر الاشتراكي داخل الحزب أدى إلى ظهور انتهازية في مجالات معينة كما ساهم في التفكك الداخلي للحزب وصاحبه ظهور صراع على المواقع. من جهته قال إدريس لشكر إنّ حزب الاتحاد الاشتراكي "يعيش فعلا أزمة داخلية، لكنّ الاتحاد كائن حيّ"، وأرجع لشكر سبب الأزمة التي يوجد فيها الحزب إلى "أننا سجنّا أنفسنا لنظام سياسي معيّن، جعلنا غير قادرين على أن نقول لا عندما كان يتوجب علينا أن نقولها، وأنا أتحمّل مسؤوليتي على هذا الخطأ". وأضاف لشكر بأن الاتحاد الاشتراكي يحتاج الآن إلى قيادة جريئة وشجاعة تستطيع أن تقول هذا أبيض وهذا أسود. أحمد الزايدي قال بدوره أثناء تقديم برنامجه إن حزب الاتحاد الاشتراكي "فعلا يعاني، لأننا أخطأنا الموعد في أكثر من مرة، وأن الأزمة التي يوجد فيها الحزب هي من صنع أبنائه، وأضاف الزايدي بأن الاتحاد الاشتراكي عرف عجزا متواصلا عن إنتاج القيم والمبادئ الأخلاقية التي تأسّس عليها الحزب، وعرّج على حكومة التناوب التوافقي التي قادها الحزب وعلق عليها بقوله: "حكومة التناوب التوافقي حققت أشياء كثيرة، ولكن ربحنا رهان التناوب وخسرنا الاتحاد الاشتراكي، لأننا لم نقم بأي ردّ فعل عقب الخروج عن المنهجية الديمقراطية بعد تعيين حكومة إدريس جطو". وعن سبب اختيار الحزب للمعارضة حاليا، أضاف الزايدي ب"أن اختيار الحزب للمعارضة لم يكن اختياريا بل إجباريا، حتى لا ننقرض". الأزمة التي يعيشها حزب الاتحاد الاشتراكي تطرق لها أيضا فتح الله ولعلو، من خلال تدخله عندما قال إنّ هناك تراجعا لإشعاع الحزب سياسيا وتنظيميا وانتخابيا، وعزا ولعلو ذلك إلى الابتعاد عن المجتمع والتواصل معه، وظهور الصراعات الشخصية الداخلية، مؤكدا على أن القائد المنتظر للحزب يجب أن يكون قادرا على تطبيق ما يقوله. وأضاف ولعلو بأنّ إعادة الاعتبار للسياسة في المغرب "لا يمكن أن يتمّ إلا عن طريق الاتحاد الاشتراكي لأنه بمثابة قاطرة نحو الانتقال الديمقراطي الحقيقي". وقدم المرشحون الأربعة خلال المناظرة الإعلامية برامجهم التي سيخوضون بها غمار المنافسة على منصب الكاتب الأول للحزب أثناء المؤتمر التاسع الذي من المرتقب أن تنطلق أشغاله يوم الجمعة القادم، والتي تركزت على الخصوص في تدشين مرحلة جديدة في تاريخ الحزب، وإرجاع الاستقلالية لقراره السياسي، وإعادة مصالحة الحزب مع مناضليه ومناضلاته وتوحيد الصفّ الاتحادي.