يسدل الستار، مساء اليوم السبت، في قصر المؤتمرات بمراكش، على فعاليات الدورة الثانية عشرة للمهرجان الدولي للفيلم، بعد تتويج الفيلم الفائز في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة، ومسابقة الأفلام القصيرة الخاصة بسينما المدارس. وسيعرض خلال حفل الاختتام، الذي سيعرف حضور نجوم السينما العالمية من مختلف الجنسيات، الفيلم الفرنسي " اليد في اليد" لمخرجته فاليري دونزيلي. ويجمع الفيلم بين نبرة الكوميديا وقوة قصة الحب الكبير بين شخصيتين تختلفان في كل شيء، إذ تتعرف إيلين مارشال على يواكيم فوس، رغم أن كلا منهما له حياته الخاصة، التي تختلف بشكل جذري عن حياة الآخر، لكن قوة خارقة جذبتهما منذ أول لقاء، ولم يعد بمقدورهما الابتعاد عن بعضهما، بل أصبح الأمر مستحيلا جسديا، وأصبح أمر علاقتهما مفروضا عليهما. وكانت أقوى لحظات الدورة الثانية عشرة للمهرجان الدولي للفيلم، تكريم السينما الهندية بحضور نجوم بوليود، يتقدمهم الممثل العالمي شاروخان المعروف ب "الملك خان"، وأميتاب باتشان، الذي تسلم النجمة الذهبية للمهرجان في أجواء احتفالية مبهرة، بتناغم الأصوات والأضواء في قصر المؤتمرات. وأهم ما ميز مهرجان الفيلم الدولى بمراكش في نسخته الثانية عشرة، عرض حوالي 80 فيلما من 21 دولة، إضافة إلى تقديم أفلام استعملت فيها تقنية "الوصف السمعي"، التي تعتمد الوصف الصوتي للفقرات الصامتة في الأفلام المعروضة، لفائدة عشاق السينما من المكفوفين وضعاف البصر، حتى يتمكن هؤلاء، بمساعدة أجهزة الاستماع، من متابعة لقطات موصوفة بشكل دقيق في الفيلم. واستقطب المهرجان الدولي للفيلم، الذي يعمل على نشر ثقافة سينمائية وسط شرائح واسعة من المجتمع المغربي، خصوصا بعدما أضحى من المواعيد القارة للفن السابع على غرار كبريات مهرجانات السينما العالمية مند انطلاقته، كفاءات عالية ووجوها عالمية بارزة في الفن السابع. واختار المهرجان الانخراط في دعم المواهب الشابة، من خلال تنظيم مسابقة للفيلم القصير لفائدة طلاب المعاهد ومدارس السينما المغربية، بهدف خلق مجال للإبداع السينمائي، ومنح فرصة الإدماج المهني لفائدة السينمائيين المبتدئين. وحسب المهتمين بالشأن السينمائي، فإن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش أصبح من بين أهم المهرجانات السينمائية ببلدان البحر الأبيض المتوسط، إذ أكد منذ دورته الأولى حضوره القوي كتظاهرة سينمائية عالمية، بفضل انفتاحه على كل التجارب السينمائية العالمية، ما أكسبه إشعاعا دوليا، وأصبح موعدا سينمائيا يحرص الكثيرون من صناع السينما على حضوره. وأجمع المهتمون بالفن السابع، في لقاءات مع "المغربية"، على أن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يمتاز بانفتاحه على جميع الثقافات والاتجاهات السينمائية، وأنه اكتسب بعدا دوليا، وأخذ مكانته ضمن الملتقيات السينمائية العالمية، وأصبح مكسبا مهما للمغرب، وفتح آفاق جديدة في وجه عدد كبير من المهنيين ومحبي الفن السابع.