يسدل الستار، مساء اليوم السبت، في قصر المؤتمرات بمراكش، على فعاليات الدورة الحادية عشرة للمهرجان الدولي للفيلم، بتتويج الفيلم الفائز في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة، ومسابقة الأفلام القصيرة الخاصة بسينما المدارس. فوزي بنسعيدي رفقة الفنانة نزهة رحيل (خاص) وسيعرض خلال حفل الاختتام، الذي سيعرف حضور نجوم السينما العالمية من مختلف الجنسيات، الفيلم المغربي "موت للبيع"، لمخرجه فوزي بنسعيدي. وتدور أحداث الفيلم، الذي يلعب الأدوار الرئيسية فيه كل من فهد بنشمسي، ومحسن مالزي، وفؤاد لبيض، وإيمان مشرفي، حول ثلاثة أصدقاء، يعيشون على السرقة والنشل في مدينة تطوان، قبل أن يقرروا سرقة محل مجوهرات، إلا أن دوافع السرقة لدى كل منهم مختلفة، ما يؤدي إلى تعارض المصالح. ويتعرض الفيلم، ذو الإنتاج المغربي البلجيكي الفرنسي، إلى "الرغبات المستحيلة"، التي سرعان ما تقضي على أصحابها. واستقطب المهرجان الدولي للفيلم، الذي يعمل على نشر ثقافة سينمائية وسط شرائح واسعة من المجتمع المغربي، كفاءات عالية ووجوها عالمية بارزة، بعدما أضحى من المواعيد القارة للفن السابع، على غرار كبريات مهرجانات السينما العالمية، منذ انطلاقته قبل 11 سنة. واختار المهرجان الدولي للفيلم الانخراط في دعم المواهب الشابة، من خلال تنظيم مسابقة للفيلم القصير لفائد طلاب المعاهد ومدارس السينما المغربية، لخلق مجال للإبداع السينمائي، ومنح فرصة الإدماج المهني لفائدة السينمائيين المبتدئين. وحسب بعض المهتمين بالشأن السينمائي، فإن المهرجان أصبح من بين أهم المهرجانات السينمائية ببلدان البحر الأبيض المتوسط، إذ فرض، منذ دورته الأولى، حضوره القوي كتظاهرة سينمائية عالمية، بفضل انفتاحه على كل التجارب السينمائية العالمية، ما أكسبه إشعاعا على المستوى الدولي، وأصبح موعدا سينمائيا، يحرص الكثيرون من صناع السينما على حضوره. وأجمع المهتمون على أن المهرجان يمتاز بانفتاحه على جميع الثقافات والاتجاهات السينمائية، واكتسب بعدا دوليا وأخذ مكانته ضمن الملتقيات السينمائية العالمية، وأصبح مكسبا مهما للمغرب، وفتح آفاقا جديدة في وجه أكبر عدد ممكن من المهنيين، ومحبي الفن السابع. وكانت أقوى لحظات الدورة الحالية، تكريم نجم السينما الهندية، الممثل العالمي شاروخان المعروف ب"الملك خان"، الذي تسلم النجمة الذهبية للمهرجان في أجواء احتفالية مبهرة، بتناغم الأصوات والأضواء بقصر المؤتمرات، من خلال فقرات فنية، أدتها الممثلة المغربية هدى ريحاني، إضافة إلى عرض لقطات من أبرز أدوار هذا الممثل. كما تميزت الدورة بتكريم السينما المكسيكية، من خلال تكريم أسماء صنعت العصر الذهبي لهذه السينما، وتقديم الجيل الجديد من السينمائيين المكسيكيين، الذين يعبرون عن حيوية وتنوع السينما بالمكسيك. وسبق المهرجان أن كرم، في دوراته السابقة، السينما المغربية، والإسبانية، والإيطالية، والمصرية، والبريطانية، والكورية الجنوبية، والفرنسية.