تتواصل، اليوم الخميس، فعاليات الدورة 12 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، بعرض أفلام أختيرت ضمن المسابقة الرسمية، وأخرى خارج المسابقة، من مختلف البلدان المشاركة. ومن بين الأفلام المتنافسة، التي تسعى إلى الفوز بإحدى جوائز المهرجان، الفيلم المغربي الثاني "زيرو"، لمخرجه نورالدين لخماري، الذي سيعرض صباح اليوم الخميس، في قاعة الوزراء بقصر المؤتمرات، أمام لجنة التحكيم، التي يترأسها المخرج البريطاني جون بورمان. ويعد فيلم "زيرو" ثالث الأعمال الروائية الطويلة للمخرج المغربي المقيم بالنرويج، نور الدين لخماري، بعد "النظرة" و"كازانيڭرا"، ويشكل موعدا منتظرا من طرف النقاد وعشاق ومتتبعي السينما المغربية، خصوصا بالنظر إلى نوعية الأفلام التي يقدمها لخماري، الذي وعد الجمهور المغربي بعمل أقوى من عمليه السابقين على مستوى القصة والشخصيات وتقنية الإخراج. وتدور أحداث الفيلم حول قصة مفتش شرطة ملقب ب"زيرو"، يعيش حياة مليئة بالصراعات والمشاكل، نظرا لظروفه الاجتماعية والمادية القاسية، تجعل منه شخصية سلبية وعنيدة، ما يؤثر على مستقبله المهني، إذ توكل له مهمة تافهة وروتينية للاستماع وتدوين محاضر الشكايات، كما يتعامل معه رؤساؤه في العمل باحتقار وتعنيف، ويحرم من استعمال مسدسه الوظيفي، كعقاب لإفراطه في شرب الكحول. كل هذه الصعوبات تولد لديه حقدا وعدم رضى، وتجعله يتخذ مهمة خفية غير قانونية بالتعاون مع صديقته ميمي، التي ينصب معها فخا لزبناء الليالي الحمراء، كنوع من الانتقام من المجتمع الذي يرى أنه ظلمه. ويظهر والد البطل الذي يعاني إعاقة جسدية، ما يضيف أعباء إلى "زيرو"، الذي يعيش علاقة متوترة مع والده الراغب في فرض حكمه وسلطته عليه، رغم إعاقته، فتشهد حياتهما نقاشات ونزاعات يومية، لكن أحداث الفيلم تبين أنه، رغم كل هذه النزاعات، هناك حب خفي بين الطرفين، نابع من الفطرة البشرية، يتضح في المواقف الصعبة التي يتعرض لها البطل. جسد دور الأب الممثل المخضرم، محمد مجد، إذ قرر لخماري الاستعانة بنجوم مغاربة كبار، وترك المجال لهم للإبداع وتوظيف مخزونهم الفني، وهو ما انطبق على الممثل المغربي محمد بنبراهيم، الذي أبدع في فيلم "كازانڭرا"، كما استعان لخماري بالممثل الشاب يونس بواب من مدينة الرباط، للعب دور البطولة في أول فيلم سينمائي طويل له، وأخذ على عاتقه تعلم دارجة مدينة الدارالبيضاء، وبذل جهدا كبيرا لإتقانها، سعيا إلى إقناع الجمهور بشخصية دور مفتش الشرطة الكازاوي.