علمت "المغربية" أن دورية راكبة تابعة للدائرة الأمنية الثالثة بالجديدة، كانت تقوم، ليلة الجمعة السبت الماضية، بحملات تطهيرية اعتيادية، أوقفت شابا في عقده الثالث، إثر الاشتباه به، بعد أن تبين أنه يرتدي جلبابا نسائيا أسود اللون، ويضع طلاء أسود (سيراج الأحذية) على يديه ورجليه، وكان يخفي ملامح وجهه بلحية اصطناعية. متهم أثناء اعتقاله متنكرا عند إخضاعه لجس وقائي، ضبط المتدخلون الأمنيون بحوزته سكينين من الحجم الكبير، وسيجارة محشوة بمخدر الشيرا، وقطعة من المخدر ذاته، وقفازتان بلاستيكيين، وخمسة أحزمة بلاستيكية، وكيسا من مسحوق التصبين، ولوحة بها سور قرآنية. ووضعت الضابطة القضائية المشتبه به تحت تدابير الحراسة النظرية، فيما استنفرت النازلة مختلف المصالح الأمنية، تحسبا لجميع الاحتمالات، بما فيها انتماء المشتبه به إلى إحدى الجماعات الإسلامية، أو تشبعه بأفكار وإيديولوجية متطرفة. ودخلت على الخط، المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بأمن الجديدة، وباشرت البحث والتحريات مع الشخص الموقوف، وهو طالب بمدرسة فندقية، ويتحدر من مدينة أزمور. وعن ظروف وملابسات إقدامه على التخفي والتنكر، وحيازته سلاحا أبيض دون سند قانوني، قال إنه فعل هذا بدافع البحث والانتقام من شاب اعتدى عليه، وسلبه هاتفين محمولين. وتعود وقائع نازلة الاعتداء إلى أكتوبر الماضي، عندما كان المشتبه به غادر حانة ناد ليلي، وبمعيته إحدى بائعات الهوى، كانت احتست معه قنينات من الجعة، وكانت صممت على مرافقته إلى أزمور، لممارسة الفساد، غير أنه دخل بسببها في خلاف مع شاب كان يتولى قيادة دراجة نارية من نوع "سكوتر"، في زنقة بغداد، حيث تبادلا الضرب والجرح، وكانت الغلبة للأخير ذي البنية الجسدية القوية، الذي أسقطه أرضا، وسلبه هاتفين محمولين، أحدهما من نوع "أيفون"، مزود بنظام معلوماتي، كان يمكنه من إنجاز عمليات محاسباتية، لفائدة بعض زبنائه، مقابل استفادته من مقابل مالي، عن خدماته وتعاملاته. ومنذ تعرضه للاعتداء والسرقة، شرع المشتبه به يتردد على مدينة الجديدة، بحثا عن الشخص المعتدي، إلى غاية علمه أن الأخير يتردد على حي السعادة. وفي ساعة متأخرة من ليلة الجمعة–السبت الماضية، انزوى في مكان مظلم، خلف عمالة الجديدة، وتنكر في جلباب نسائي، وعمد إلى إخفاء ملامح وجهه بطلاء أسود، وبلحية اصطناعية، حتى لا يتعرف عليه سارقه. وانطلق صوب حي السعادة، عبر شارع ابن تومرت، حيث كان يظن أنه سيلاقيه، حسب ما أملته عليه مخيلته، ويطالبه من ثمة باسترجاع هاتفه المحمول، قبل أن تباغته دورية تابعة للدائرة الأمنية الثالثة، كانت تجوب القطاع، وتسهر على استتباب الأمن والنظام العام، في إطار حملاتها التطهيرية الاعتيادية. وحسب مصدر مطلع، فإن المشتبه به كان يتردد على طبيب بالجديدة، الذي أوصاه باستعمال أدوية مهدئة ضد الاكتئاب، بعد أن كانت تنتابه حالة عصبية تعاطى إثرها للمخدرات. وفور استكمال إجراءات البحث، وانقضاء فترة الحراسة النظرية، عقب تمديدها ب24 ساعة، أحالت الضابطة القضائية، الاثنين الماضي، المتهم، بمقتضى حالة التلبس، على وكيل الملك بمحكمة الدرجة الأولى، الذي تابعه في حالة سراح، من أجل "حيازة واستهلاك المخدرات، وحيازة السلاح الأبيض دون سند قانوني". وكان المشتبه به شكل سابقا موضوع مسطرة قضائية مرجعية، أحيل بموجبها على النيابة العامة، على خلفية "السكر العلني البين". وصادف بالمناسبة توقيف الظنين، تداول إشاعة على نطاق واسع بالجديدة، كالنار في الهشيم، مفادها أن "سفاحا" فر أخيرا من السجن، ويعتدي على النساء والأطفال، ما خلق حالة من الرعب لدى المواطنين، سيما النساء والصغار، وتلامذة المؤسسات التربوية، وأمهاتهم وأولياء أمرهم.