أحرج مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، اللاجئ الصحراوي المهجر قسرا من مخيمات المحتجزين بتندوف إلى نواكشوط بموريتانيا، دولة الجزائر والبوليساريو بعد أن وجه رسالة خطية إلى كريستوفر روس، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بملف الصحراء المغربية، يطلب منه فيها لقائه بمحل اعتصامه بنواكشوط. وقال مصطفى سلمة في رسالته، التي حصلت "المغربية" على نسخة منها، إن "وجودنا في موريتانيا بسبب الإبعاد القسري، وحرماننا من الحصول على جواز سفر، رغم إلحاحنا المستمر عليه، لا يتيح لنا إمكانية الوجود بين ظهران الشعب الصحراوي، لذلك فإننا نطلب لقاءكم بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، التي ستكون إحدى محطات جولتكم الحالية للمنطقة". وأضاف مصطفى سلمة، في رسالته التي تزامنت مع الزيارة الرسمية، التي يقوم بها روس للمنطقة، في إطار مساعيه لتقريب وجهات النظر بين المغرب والجزائر، من أجل تسوية عادلة لملف الصحراء "أطلب من حضرتكم منحي فرصة للقائكم، لشرح وجهة نظر البسطاء الصحراويين، الذين غيبتهم سياسة المؤتمرات الشعبية، التي تنتهجها البوليساريو، منذ عقود، عن المشاركة في تقرير مصيرهم"، معلنا أن البوليساريو تنتهج سياسة إقصائية في حقه، وأضاف أن "هذه السياسة الاقصائية، التي مازلت أعيش فصولها البشعة في منفاي بعيدا عن أبنائي وأهلي بعدما تجرأت وعبرت عن رأيي في ما يخص تقرير المصير". وذكر مصطفى سلمة ببعض تفاصيل معاناته، إذ قال: "منذ قرابة السنتين أعيش في موريتانيا، في انتظار تسوية وضعيتي من طرف المفوضية السامية لغوث اللاجئين، بعد إبعادي قسرا عن أرضي التي اعتقلت فيها لأزيد من شهرين، وحرماني من الاجتماع بأبنائي، الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين الصحراويين بتيندوف". ونبه، في رسالته، إلى معاناة النساء والأطفال والشيوخ الصحراويين في المخيمات، مشيرا إلى أن المحتجزين هم دون حماية في حياتهم اليومية، ودون وثائق، ولا يعرفون كيف يحصلون على وثيقة سفر، وهم إن "عبروا عن رأي يخالف رأي القيادة التي تتسلط عليهم منذ منتصف السبعينيات يكون مصيرهم كمصيري".