انطلقت¡ اليوم الثلاثاء بالعاصمة التونسية¡ أشغال ندوة دولية في موضوع "التحولات السياسية بالمنطقة المغاربية وتأثيراتها على الأمن في منطقة المتوسط"¡ بمشاركة نخبة من الخبراء والباحثين من بلدان أوروبية ومغاربية. ويتناول المشاركون في هذا اللقاء¡ الذي ينظمه المركز التونسي للدراسات المتوسطية والدولية بتعاون مع مؤسسة "كونراد أديناور" الألمانية¡ هذا الموضوع من خلال مناقشة عدد من المحاور تهم¡ على الخصوص¡ "الربيع العربي والتحديات في مجال الأمن"¡ و"المجموعات الإرهابية في المغرب العربي ومنطقة الساحل" ¡ و"ظاهرة التطرف والعنف وعدم الاستقرار"¡ وأخيرا "الانتقال السياسي وإصلاح قطاع الأمن" في البلدان المعنية. وفي مستهل هذا اللقاء¡ الذي يستمر يومين¡ اعتبر رئيس المركز التونسي للدراسات المتوسطية¡ أحمد إدريس أن المنطقة المغاربية¡ التي تتميز بوضع مضطرب وهزات اجتماعية جراء التحولات والثورات التي شهدتها خلال السنة الماضية¡ تشهد انتشار كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة منها والخفيفة¡ خاصة بعد الثورة الليبية¡ بالإضافة إلى تفشي ظاهرة العنف من قبل المجموعات السلفية¡ الأمر الذي أصبح يمثل "تحديا لسلطة الدولة ويهدد أمن المنطقة". وأضاف الباحث السياسي التونسي أن هشاشة الوضع الأمني في بعض البلدان المغاربية وعلى حدودها شجع التنظيمات الإرهابية على تفعيل مخططاتها¡ معتبرا أن ذلك من شأنه أن يزرع التوتر ويهدد الاستقرار ليس في البلدان المغاربية ومنطقة الساحل فحسب¡ بل وأيضا في المنطقة المتوسطية ككل. ويرى أحمد إدريس أن إصلاح المنظومة الأمنية في بلدان المنطقة¡ خاصة في تونس¡ في مرحلة ما بعد الثورة¡ يتطلب إرساء خطة واضحة لمجابهة خطر الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار¡ معتبرا¡ في هذا الصدد¡ أن بروز التيار السلفي في تونس يمثل تحديا أمنيا للدولة وللانتقال الديمقراطي في هذا البلد. د/ع ب/زس