شكل موضوع الأمن و إدارة الأزمات والصراعات في المنطقة المتوسطية وكيفية مواجهتها محور منتدى إقليمي افتتح أول أمس الخميس، بالعاصمة التونسية بمشاركة خبراء عسكريين وباحثين من عدة بلدان جنوب وشمال البحر الأبيض المتوسط. وأشار المنظمون إلى أن هذا اللقاء، الذي نظمه على مدى يومين المركز التونسي للدراسات المتوسطية والدولية ومؤسسة «كونراد اديدناور» الألمانية بتعاون مع وزارة الدفاع التونسية، يهدف إلى مناقشة القضايا الأمنية في المنطقة المتوسطية في ضوء تداعيات التحولات التي شهدتها المنطقة، خاصة بعد الثورات التي عاشتها كل من تونس وليبيا ومصر. وتضمن برنامج هذا اللقاء، عددا من المحاور تهم بالخصوص»الربيع العربي وتداعياته على الأمن في البحر الأبيض المتوسط»، و»وسائل مكافحة الإرهاب في ضوء تداعيات الربيع العربي»، و»آثار الأزمة العربية على السياسة الأمنية الإسرائيلية»، و»إصلاح قطاع الأمن والانتقال الديموقراطي». كما ناقش المشاركون في إطار مائدة مستديرة عقدت في ختام المنتدى، موضوع «أي مستقبل للتعاون الأمني في المتوسط ..». وخلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى، اعتبر عبد اللطيف الشابي، ممثل وزير الدفاع التونسي أن موضوع الأمن في البحر الأبيض المتوسط يظل موضوع الساعة باعتبار التحديات المختلفة التي تواجهها المنطقة، مشيرا في هذا السياق إلى «الصعوبات التي تعترض تطبيق الشرعية الدولية لإنجاح مسار السلام في منطقة الشرق الأوسط». كما تطرق إلى ما تشهده المنطقة من تفاقم لظاهرة «التطرف والنعرات القومية والعرقية والهجرة غير الشرعية وانتشار الأسلحة ومشاكل التلوث والعنصرية». وعزا المسؤول العسكري التونسي تفاقم جزء من هذه المشاكل إلى «الاختلال المفرط للتوازن بين مستويات التنمية في ضفتي شمال وجنوب المتوسط»، مؤكدا على أهمية استتباب الأمن كشرط لتحقيق الديموقراطية ودولة القانون كأساس لإنجاز التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وشدد على الدور الذي يمكن أن تساهم به أوروبا في إنجاح الانتقال الديمقراطي في البلدان المتوسطية، على غرار ما قامت به بالنسبة لبلدان أوروبا الشرقية واسبانيا والبرتغال، من خلال إقامة مجموعات اقتصادية إقليمية.