أكد سفير الولاياتالمتحدة بالرباط٬ صامويل كابلان٬ أن انطلاق الحوار الاستراتيجي بين المغرب والولاياتالمتحدة بواشنطن يشكل تكريسا لعلاقة ثنائية "قوية" و"وثيقة"٬ مبرزا في هذا الصدد البعد "الجوهري"، و"الرمزي" لهذا الإطار الجديد للشراكة. وأوضح كابلان٬ في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ أن "هذا الحوار الاستراتيجي يعد جوهريا٬ بالنظر إلى أن البلدين اللذين تربطهما صداقة قوية٬ قررا الرقي بشراكتهما إلى مستوى عال٬ من خلال بحث عميق للقضايا ذات الاهتمام المشترك"٬ مضيفا أن هذا الحوار له، أيضا، بعد رمزي٬ لأنه ليس بإمكان جميع البلدان الانخراط في حوار استراتيجي مع الولاياتالمتحدة. وأبرز أنه "هنا تظهر مدى قوة العلاقة ومتانتها"٬ مؤكدا أن هذا البعد الرمزي "لا رجعة فيه"٬ بالنظر إلى أن البلدين تمكنا من تنفيذ هذا الهدف الاستراتيجي بعد عدة سنوات من المباحثات. وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس دعا، خلال زيارته للولايات المتحدة في يونيو 2000، إلى إرساء مناخ ملائم لإقامة شراكة استراتيجية٬ ووضع إطار جديد للتعاون بين البلدين. وحول مسلسل الإصلاحات التي انخرط فيها المغرب تحت قيادة جلالة الملك٬ أعرب الدبلوماسي الأمريكي عن "فخره" بالإنجازات التي حققتها المملكة على درب تعزيز الديمقراطية. وأكد كابلان على ضرورة تكثيف المبادلات التجارية بين المغرب والولاياتالمتحدة٬ اللذين تربطهما اتفاقية للتبادل الحر دخلت حيز التنفيذ سنة 2006. وقال "ينبغي علينا تحديد السبل والوسائل الكفيلة بمساعدة المغرب على الرفع من حجم صادراته إلى الولاياتالمتحدة٬ وهو هدف قابل للتحقيق عن طريق تعزيز العلاقة بين الشركات المغربية والأمريكية٬ وتكثيف رحلات العمل إلى الولاياتالمتحدة لكي يتعرف رؤساء المقاولات المغربية أكثر على السوق الأمريكية. وشهدت الصادرات المغربية نحو الولاياتالمتحدة نموا بلغت نسبته 56 في المائة، خلال سنة 2010، مقارنة مع مستوياتها سنة 2009، في وقت يحتل المغرب المرتبة الرابعة في العالم العربي كسوق لصادرات الولاياتالمتحدة سنة 2011، بعد كل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر٬ حسب تصنيف الغرفة التجارية العربية الأمريكية، يستند إلى إحصائيات رسمية للحكومة الأمريكية. وحول إطلاق صاحب الجلالة للمشروع المندمج للإنتاج الكهربائي، انطلاقا من الطاقة الشمسية٬ في نونبر 2009 بورزازات٬ سجل كابلان أن هذا المشروع الذي يحمل قيمة مضافة للمستثمرين٬ سيمكن المملكة من تحقيق استقلاليتها بشكل كبير في مجال الطاقة. من جهة أخرى٬ أعرب صامويل كابلان عن "تأثره البالغ" بالتعازي التي عبر عنها جلالة الملك للشعب والإدارة الأمريكية٬ عقب الهجوم الشنيع الذي تعرضت له القنصلية الأمريكية ببنغازي٬ والذي أسفر عن مقتل السفير الأمريكي بليبيا٬ كريس ستيفنز٬ وثلاثة مواطنين أمريكيين. وكان جلالة الملك ندد٬ أيضا٬ في اتصال هاتفي مع كاتبة الدولة في الخارجية الأمريكية٬ هيلاري كلينتون٬ ب"الاستفزازات المريبة وغير المقبولة التي تستهدف القيم المقدسة للدين الإسلامي".(و م ع)