تتواصل بالقاعة المغطاة "بدر" بمدينة طنجة، إلى غاية فاتح شتنبر المقبل، فعاليات الملتقى الوطني الثامن لشبيبة حزب العدالة والتنمية في مدينة طنجة. في إطار مشاركة واسعة من أنصار الحزب وكبار مسؤوليه، فضلا عن ضيوف الملتقى، فيما غاب عبد الإله بنكيران الأمين العام للحزب ورئيس الحكومة عن الجلسة الافتتاحية، بسبب وجوده في المملكة العربية السعودية لأداء مناسك العمرة. وقال عبد الله باها، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى الوطني الثامن لشبيبة الحزب بطنجة إن الشباب يشكل الثروة الحقيقية لكل أمة٬ داعيا هذه الفئة إلى الأخذ بزمام المبادرة والانخراط في الحياة السياسية ووضع مؤهلاتها وطاقاتها في خدمة تنمية وازدهار المغرب. وأكد باها، الذي يشغل، أيضا، منصب وزير دولة بدون حقيبة في حكومة عبد الإله بنكيران، أن الإصلاح يتطلب تعبئة الجميع وخاصة الشباب٬ مضيفا أن "الربيع العربي" كشف عن كفاءة الشباب ودرجة التزامهم السياسي الذي يتعين تقويته وتطويره من أجل إصلاح شامل في إطار الاستقرار. ودعا باها كافة النخب المغربية إلى ضرورة استيعاب رغبة الشعب المغربي في الإصلاح في ظل الاستقرار، معتبرا أن كثافة المشاركة التي عرفتها انتخابات 25 نونبر الماضي، ترجع أساسا إلى خوف المغاربة على مستقبل واستقرار بلدهم، مثلما حصل في بلدان أخرى في المنطقة العربية. ويسعى هذا الملتقى السنوي، الذي دأبت على تنظيمه شبيبة حزب العدالة والتنمية، إلى تشجيع وتحفيز الشباب المغربي من أجل الانخراط الإيجابي والفعال في العمل السياسي، حيث يرفع الملتقى شعارا يتلاءم مع طبيعة المرحلة الحساسة التي يمر منها المغرب، وهو "شباب مع الإصلاح ضد الفساد"، حسب ما أفاد به بلاغ للشبيبة توصلت "المغربية" بنسخة منه. كما يطمح إلى فتح نقاش بين الشباب المغربي حول القضايا الوطنية الراهنة، للاطلاع على المستجدات في الحياة العامة. وستعرف مدينة طنجة طيلة أسبوع وبحضور حوالي 2600، مشارك ومشاركة، يمثلون مختلف مدن وأقاليم المملكة، تنظيم محاضرات يؤطرها عدد من المفكرين والسياسيين والمثقفين المغاربة والعرب والأجانب، وستتوزع المحاضرات ما بين القصر البلدي، ومقر حركة التوحيد والإصلاح. وكان مؤتمر شبيبة العدالة والتنمية في بداياته الأولى، حسب المنظمين، منتدى واجتماعا يناقش وضعية الحزب ووثائقه التنظيمية، غير أنه أصبح منذ ثماني سنوات مدرسة تكوينية حقيقية تجمع بين الديني والأخلاقي والسياسي والفكري والثقافي، وتدارس مختلف المستجدات التي يعرفها الحزب والوطن سياسية كانت أو اقتصادية، وكذا رصد الأحداث العربية والدولية. وسيعرف المؤتمر حضور شخصيات عربية ووطنية بارزة ستشارك في تأطير الشباب المشارك في المؤتمر من خلال عروض وندوات، كما أن المؤتمر سيستضيف بعض المنظمات الشبابية من عدة دول (مصر، والسودان، وليبيا، وتركيا). وتم إعداد برنامج مكثف على امتداد أيام الأسبوع، حيث سيقوم بالتأطير كل من المفكر عزام التميمي، ووزير الاتصال، مصطفى الخلفي، والحبيب الشوباني، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، والشيخ سليم الشيخي، وزير الأوقاف في حكومة المجلس الانتقالي الليبي، ومحمد بولوز، القيادي في حركة التوحيد والإصلاح، و الدكتور أحمد الريسوني، والأستاذ عبد الله بوغوتة، والدكتور يوسف الهسكوري. كما ستقوم أسماء وازنة أخرى سواء من صقور العدالة والتنمية أو من بعض الدكاترة المتخصصين، بتنشيط ندوات تتعلق بالثورة، والسياسة الحكومية، وتأثير الأزمة الاقتصادية على الاقتصاد الوطني، ثم رصد راهنية العمل السياسي بالمغرب. وعلى هامش المؤتمر سيتم تنظيم ندوة شبابية بمشاركة منظمات شبابية، تجمع بين شباب الحزب وضيوفه من عدة دول عربية إضافة إلى تركيا. ويعتبر المؤتمر محطة حقيقية للتواصل والنقاش وتبادل التجارب، وصقل التجربة السياسية لدى الشباب، لإعداد جيل مغربي قادر على تحمل مسؤولياته، يمكنه كسر طوق ركود الحياة السياسية المغربية التي يطغى عليها الروتين والنمطية.