صعد الرئيس السوري، بشار الأسد، لهجته بمواجهة الحركة الاحتجاجية، التي تعصف بسوريا، منذ نحو 15 شهرا، معلنا في خطاب، أول أمس الأحد، أن "لا مهادنة ولا تسامح" مع الإرهاب، وأنه ماض في مواجهة "حرب الخارج" على سوريا مهما غلا الثمن، في حين ردت المعارضة، معتبرة خطابه "إعلانا لاستمرار الحل الدموي". بشار الأسد يخطب أمام مجلس الشعب المنتخب أخيرا (خاص) ميدانيا، بلغت حصيلة الضحايا الأحد وصباح الاثنين، 49 قتيلا هم 12 مدنيا وخمسة مقاتلين معارضين وثلاثة منشقين و19 جنديا نظاميا، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال الرئيس السوري في خطاب أمام مجلس الشعب الجديد إن سوريا لا تواجه مشكلة سياسية بل "مشروع فتنة أساسه الإرهاب (...) وحربا حقيقية من الخارج". وأكد أن الأمن في البلاد "خط أحمر". وأضاف "قد يكون الثمن غاليا (...) مهما كان الثمن لا بد أن نكون مستعدين لدفعه حفاظا على قوة النسيج وقوة سوريا". وتابع "عندما يدخل الطبيب الجراح ويقطع (..) يقال له سلمت يداك لأنك أنقذت المريض"، مضيفا "نحن ندافع عن قضية ووطن، فقد فرضت علينا معركة، والعدو أصبح في الداخل". ورأى الأسد أن العملية السياسية في سوريا تسير إلى الإمام فيما "الإرهاب يتصاعد دون توقف"، مضيفا أن "الإرهابي كلف بمهمة ولن يتوقف حتى ينجز هذه المهمة ولا يتأثر ببكاء الأرامل والثكالى". وشدد الرئيس السوري على أن "لا مهادنة ولا تسامح مع الإرهاب (..) علينا أن نكافح الإرهاب لكي يشفى الوطن". من جهته، اعتبر المجلس الوطني السوري المعارض أن الخطاب الذي ألقاه الرئيس السوري بمثابة "إعلان لاستمرار الحل الدموي". وقال عضو المكتب التنفيذي في المجلس سمير نشار في اتصال مع وكالة فرانس برس إن "خطاب الأسد اليوم هو إعلان لاستمرار الحل الدموي، ولقمع الثورة بأي ثمن"، معتبرا أن الأسد "يحاول إخماد الثورة بغض النظر عن تداعيات هذا القمع على المجتمع السوري". ورأى نشار أن خطاب الأسد مشابه "لخطاب الأنظمة الاستبدادية العربية الأخرى، التي سقطت في المنطقة وهي تردد نظرية المؤامرة الخارجية ولا تعترف أن هناك أزمة داخلية وثورة وشعوبا تطالب بالحرية والديمقراطية". وقال الرئيس السوري، أيضا في خطابه إن للمال دورا في تأجيج الاحتجاجات وأعمال العنف في بلاده، مشيرا إلى أن "البعض يتقاضى أموالا ليخرج في تظاهرات (...) وهناك شباب في سن المراهقة أعطوا حوالي ألفي ليرة سورية (40 دولارا) مقابل قتل كل شخص". وشدد على أن "الدور الدولي في ما يحصل لم يتغير (...) فالاستعمار يبقى استعمارا وتتغير الأساليب والوجوه"، مؤكدا أن "الشعب تمكن من فك رموز المؤامرة من بداياتها". ووصف الأسد منفذي مجزرة الحولة في حمص (وسط)، التي راح ضحيتها أكثر من مائة قتيل في الخامس والعشرين من ماي الماضي، بأنهم "وحوش". وأبدى الأسد استعداده للحوار مع المعارضة "شرط ألا تكون هناك قوى تطالب بتدخل خارجي أو انغمست في دعم الإرهاب". في الرياض، اتهم وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، أول أمس الأحد، النظام السوري بأنه "يناور ويماطل" حيال خطة الموفد الدولي والعربي إلى سوريا كوفي عنان بهدف "كسب الوقت"، مبديا تأييده لإقامة منطقة عازلة بدعم من مجلس الأمن. وقال الفيصل خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، على هامش مؤتمر حول الإرهاب في جدة "نؤيد إقامة منطقة عازلة في سوريا يلجأ إليها المضطهدون (...) لكنها مسؤولية مجلس الأمن فالجامعة العربية لا تستطيع ذلك". ورأى الفيصل أن "الحل الحقيقي هو الدفاع عن السوري من قسوة العمل العسكري، لأنه مجرد من السلاح بينما يتلقى النظام السلاح من كل مكان (...) الوضع خطير جدا نأمل أن لا تتدهور الأمور أكثر". وعبر مجددا عن "الأمل أن يكون تقرير عنان (الذي يقدم خلال أسابيع إلى مجلس الأمن) واضحا ومحددا وشفافا ويمثل الحقيقة".