نقل جثمان الإطفائي المغربي، حسام شهبون، الذي توفي في حريق اندلع الاثنين الماضي، في مجمع تجاري بالعاصمة القطرية الدوحة، بعد ظهر أمس الأربعاء، إلى منزل عائلته بحي الفرح في مدينة ابن جرير وذلك بحضور ممثلي السلطات المحلية ومسؤولين أمنيين ومدنيين بإقليم الرحامنة، ومسؤولين قطريين، يمثلون إدارة الدفاع المدني القطري. وشهد منزل الراحل، الذي كان يشتغل في جهاز الدفاع المدني القطري، تقاطر مجموعة من سكان الحي وأقربائه ومجموعة من الأشخاص كانت تربطهم علاقة صداقة به، لتقديم تعازيها، في جو غلب عليه الحزن والأسى على فقدان الضحية. واستمر تقديم التعازي لعائلة الضحية، الذي استشهد أثناء قيامه بواجبه لإخماد النيران وإسعاف ضحايا الحريق، أزيد من ساعتين، قبل أن يوارى الثرى بمقبرة سيدي بنعزوز بمسقط رأسه بابن جرير، في جو رهيب يغلب عليه طابع الحسرة والذهول، الذي أصيب به أصدقاء الراحل في الدراسة والطفولة، واحتشد مجموعة من سكان حي الفرح والأحياء المجاورة أمام المنزل الذي كان مملوءا بالنساء، وسط حالة من البكاء وصراخ والدة الضحية المكلومة. ونقل الجثمان بواسطة طائرة خاصة من مطار الدوحة الدولي في اتجاه مطار محمد الخامس بالدارالبيضاء، تحت إشراف ضابطين من جهاز الدفاع المدني القطري٬ قبل نقله إلى مسقط رأسه بابن جرير. وقبل مواراة جثمان الراحل الثرى، فوجئت أسرته ببعض المسؤولين القطريين، الذين انتقلوا إلى منزل الضحية، لتقديم تعازيهم، منوهين بمناقب الإطفائي وإخلاصه وتفانيه في أداء مهامه وواجباته، في سبيل خدمة المواطنين القطريين. " الله يعمرها دار"، بهذه العبارة يصف أحد الجيران سلوك حسام شهبون، وأضاف، بعدما أجهش بالبكاء بأن "الحي فقد في حسام شابا تقيا، مشهود له بحسن الخلق وحبه لزيارة الأهل والأقارب، كلما أتيحت له الفرصة". وكان الإطفائي المغربي حسام شهبون، الذي يتحدر من منطقة ابن جرير بإقليم الرحامنة، لقي حتفه، فيما أصيب عشرة مغاربة آخرين بجروح، خلال تدخلهم لإخماد حريق مهول شب في مجمع تجاري كبير في قلب العاصمة القطرية الدوحة. وأسفر الحادث عن مقتل 19 شخصا، بينهم 13 طفلا (سبع إناث وستة ذكور)، وأربع مدرسات من جنسيات مختلفة، بالإضافة إلى وفاة عنصرين من قوات الدفاع المدني القطري، وأصيب 17 شخصا آخرون بجروح جراء الحريق، بينهم عدد من الإطفائيين. وحسب المصادر نفسها، فإن الضحايا هم طفلة أمريكية من أصل عربي، وثلاثة أطفال توائم من نيوزيلاندا، وطفلة من كندا٬ وطفل وطفلة من مصر٬ وطفل ومدرسة من جنوب إفريقيا٬ ثلاث فليبنيات (مدرستان ومحاسبة)٬ وأربعة أطفال إسبان، وطفل صيني٬ إضافة إلى عنصرين من الدفاع المدني٬ مغربي وآخر إيراني.