قال المدير العام لوكالة بيت مال القدس الشريف، عبد الكبير العلوي المدغري، أول أمس الخميس، بالرباط٬ إن المغرب يساهم ب80 في المائة في تمويل الوكالة٬ مذكرا بمبادرات صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس المتعلقة بدعم المقدسيين. وأوضح المدغري٬ في محاضرة بعنوان "نحو سياسة مدنية عربية إسلامية إنسانية في القدس الشريف"، بمناسبة البرنامج الثقافي الشهري للوكالة٬ أن جلالة الملك يحرص على جعل الدبلوماسية المغربية في خدمة والدفاع عن القدس والمقدسيين٬ مبرزا الحاجة إلى نهج سياسة مدنية بالقدس لمواجهة السياسة الإسرائيلية التي تقوم على هدم المنازل وفرض الحصار على المدينة. ولمواجهة هذه السياسة الإسرائيلية، دعا المدغري إلى بذل مزيد من الجهود على الصعيد السياسي وتقديم الدعم المادي للمقدسيين٬ مبرزا أن الوكالة قامت٬ من ضمن أمور أخرى٬ ببناء وإصلاح العديد من المدارس والثانويات. وأضاف أن المغرب يخصص٬ في إطار هذه السياسة المدنية٬ العديد من المنح الجامعية للطلبة المقدسيين إلى جانب بناء ملاعب وتجهيزها وكفالة مئات اليتامي المقدسيين. وأفاد بأن المغرب ساهم٬ من خلال وكالة بيت مال القدس التي تتوفر على مكتبين أحدهما بالقدس والثاني بمدينة رام الله٬ في إقامة مراكز ووحدات صحية٬ ويقدم مساعدات غذائية (أرغفة خبز) يومية للأسر الفقيرة بالمدينة. وبعد أن حذر من كون القدس أصبحت في خطر، أكد المدغري على ضرورة دعم المقدسيين ومساعدتهم على الصمود بالمدينة، مشيرا إلى أن بعض الدول العربية لا تفي بالتزاماتها المالية للوكالة. وأكد أن الجانب الإسرائيلي يقدم على العديد من الخروقات بالقدسالمحتلة، من قبيل مصادرة الأراضي وهدم المساكن وإغلاق المؤسسات الوطنية والخدماتية بالقوة، بالإضافة إلى التضييق على المدارس وملاحقة المقدسيين قانونيا. وتعد وكالة بيت مال القدس الشريف٬ التي تأسست سنة 1998، مؤسسة عربية إسلامية غير هادفة للربح بمبادرة من المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني، رئيس لجنة القدس المنبثقة عن منظمة المؤتمر الإسلامي والتي تبنت هذه المبادرة الهادفة إلى حماية الحقوق العربية والإسلامية في المدينة المقدسة وتعزيز صمود أهلها، من خلال دعم وتمويل برامج ومشاريع في قطاعات الصحة والتعليم والإسكان والحفاظ على التراث الديني والحضاري للقدس الشريف، مما يتطلب تعبئة الموارد المالية للوكالة لتمكينها من القيام بهذا الدور.