تضمن العدد السابع من مجلة (صدى لجنة القدس)، التي تصدرها وكالة بيت مال القدس الشريف، ملفا خاصا حول قطاع التعليم بالقدسالمحتلة، والمجهودات المبذولة من طرف الوكالة لدعم هذا القطاع. واستعرض الملف أهم المشاكل التي يعاني منها قطاع التعليم بالقدس الشريف، حيث "انبرت وكالة بيت مال القدس الشريف، لتنفيذ مشاريع مختلفة في هذا القطاع منها بناء المدارس وتجهيزها بالمستلزمات التربوية والتعليمية، وشراء مباني وتحويلها إلى مدارس وتمويل الحصول على رخص البناء، وتمويل أنشطة متعددة للطلاب بما في ذلك المخيمات الصيفية ودعم شراء الاحتياجات المدرسية للطلبة الفقراء، وتقديم منح في مجال التعليم العالي لطلبة القدس في الجامعات المحلية والمغربية". وفي هذا الصدد، أوضح مندوب الوكالة في القدسالمحتلة عبد الرحيم بربر أن الوكالة عملت على تأهيل العديد من هذه المدارس من خلال مشروع يطلق عليه اسم المدارس الجميلة شمل تسع مدارس، هي مدرسة الشابات المسلمات الثانوية، ومدرسة الفتاة الأساسية (أ)، ومدرسة دار الأيتام الأساسية (أ) ، ومدرسة دار الأيتام (د)، ومدرسة النظامية الأساسية -شعفاط-، ومدرسة شرفات المختلطة الأساسية، ومدرسة عمر بن الخطاب الثانوية في صورباهر، ومدرسة الشيخ سعد الثانوية في البلدة القديمة ومدرسى. وأضاف أنه تم بناء مدرسة المسيرة الثانوية للبنات في مخيم شعباط، كما تم الشروع في بناء مدرسة الحسن الثاني في وادي الجوز، وستكون جاهزة لاستقبال الطلاب في العام الدراسي 2011 - 2012، فضلا عن بناء طابق جديد للكلية الإبراهيمية وتزويد المكتبة بكتب قديمة، مبرزا أن الوكالة عملت على وقف عقارات لفائدة مديرية التربية والتعليم، كما تعمل على تأهيل المباني القديمة، وتنشئ مباني جديدة وتشتري العقارات وتؤهلها لتكون مدارس صالحة للتعليم. وذكرت المجلة في فقرة "بيت المال" بالمجهودات الكبيرة التي تبذلها وكالة بيت مال القدس الشريف للحفاظ على هوية المدينة المقدسة، وبمختلف تدخلاتها في القطاعات الحيوية كالتعليم والصحة والإسكان والترميم والقطاع الاجتماعي وتقديم المساعدات الإنسانية والطبية والرياضية، فصلا عن مشروع "بيت المغرب". وواصلت وكالة بيت مال القدس الشريف جهودها في تنفيذ مشاريع حيوية بالمدينة المقدسة بقيمة 12 مليون دولار، وقد اعتبر تقريرها السنوي برسم سنة 2009، أن "الأوضاع الإنسانية في القدس الشريف تسير نحو الأسوأ نتيجة السياسة الإسرائيلية الممنهجة لتصفية الوجود العربي والإسلامي في المدينة المقدسة". كما تضمن ملف العدد حوارات مع كل من مدير التربية والتعليم في القدس السيد سمير جبريل ومديرة مدرسة الشابات المسلمات الثانوية في القدس السيدة إكرام الوحيدي، ومدير مدرسة عمر بن الخطاب بصور باهر السي محمد مقبل، وأكدت كلها على أن "وكالة بيت مال القدس تضطلع بدور بارز في دعم قطاع التعليم في القدس والرفع من مستواه" وعلى أن تدخلات الوكالة "حسنت من جاذبية المدرسة وضاعفت إقبال الطالبات عليها ... وأعادت إليها الحياة". واستهلت المجلة افتتاحيتها بكلمة للمدير العام لوكالة بيت مال القدس الدكتور عبد الكبير العلوي المدغري أكد فيها "أن الوكالة مستمرة في توفير الدعم والخدمات الضرورية لإخواننا المرابطين في القدس في المجالات الحيوية مثل التعليم والصحة والسكن وغيرها". وأضاف السيد العلوي المدغري "لعل الناس لا تدرك أن القدس والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة ليست مجرد مدينة وأبنية دينية، إنها التاريخ المفعم بأرواح الأنبياء والقديسين والشهداء، إنها جذوة المعاني لكينونة الإنسان المسلم، إنها نور الله في الأرض، والذي لم يستطع أن يطفئه أحد من الطغاة على مر التاريخ". وأورد العدد ضمن فصل "صدى لجنة القدس" الرسالة التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، يوم 29 نونبر الماضي، إلى رئيس لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني، ودعا فيها جلالته المجتمع الدولي للنهوض بمسؤولياته، وحمل إسرائيل على وقف ممارستها الأحادية الجانب، بما يستجيب لاستحقاقات السلام، ويمهد السبيل أمام الجهود الدولية الجادة، لإيجاد حل عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية. وقال جلالة الملك في رسالته، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، "وبصفتنا رئيسا للجنة القدس فإننا لن ندخر وسعا في مواصلة العمل على إنقاذ هذه المدينة المقدسة، والحفاظ على هويتها وتراثها الديني والحضاري، وعلى وضعها القانوني الدولي". ومن بين ما اشتملت عليه فقرة "صدى لجنة القدس" إشادة مطران بطريركية الأرثودوكس بمدينة القدس المونسنيور ثيودوسيوس عطا الله بالمواقف التاريخية لجلالة الملك محمد السادس الداعمة لقضية الفلسطينية"، وإدانة المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد حسين المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير معالم ساحة البراق وباب المغاربة بالقدسالمحتلة. وفي فصل "متابعات" أورد العدد السابع دعوة السيد عبد الكبير العلوي المدغري المتشبعين بالسلم من أتباع الديانات السماوية إلى دعم المجتمع المدني بالقدس، كما أشار العدد إلى إطلاق وكالة بيت مال القدس الشريف مشروع كفالة اليتيم المقدسي يوم 22 دجنبر الماضي، ومشروع "متميز عن جميع أنواع الكفالة التي تقدمها المؤسسات العربية والإسلامية لأطفال فلسطين". وضمن "حصاد الأنشطة" أشار العدد إلى سبل بحث التعاون والشراكة بين وكالة بيت مال القدس الشريف والشبكة الفرنسية للتعاون اللامركزي لفلسطين، وإشادة الدكتور يوسف القرضاوي بجهود جلالة الملك في الحفاظ على القدس الشريف، وأيضا إشادة الأمير غازي بن محمد بجهود جلالته في خدمة القدس الشريف وحماية مقدساتها ودعم صمود أهلها.