أصبح مشكل النظافة وانتشار الأزبال في عدد من الشوارع والأزقة بالرباط يشكل هاجسا حقيقيا لسكان المدينة، خاصة أن شاحنات جمع النفايات لا تمر أحيانا بشكل منتظم، أو تغيب لمدة يوم أو يومين عن هذه الأماكن وذلك إما بسبب إضراب المستخدمين، أو لأسباب أخرى، ما يزعج السكان والمارة، بسبب الروائح الكريهة المنبعثة من هذه النفايات المتحللة. ويزداد المشكل تعقيدا حين يتكاثر حجم أكوام النفايات ببعض الشوارع الراقية وسط العاصمة، التي تستقبل باستمرار وفودا وزوارا أجانب رفيعي المستوى. وطالب مستشارون بمجلس مدينة الرباط، خلال الدورة العادية لشهر أبريل، بتخصيص جلسة لموضوع النظافة للوقوف على المشاكل والمعيقات، وإيجاد الحلول المناسبة لهذه المشكلة، ومعرفة ما أنجز وما لم ينجز في هذا المجال، مؤكدين أن النظافة أصبحت متردية على صعيد العاصمة، وشددوا على ضرورة الوقوف عليها ميدانيا لمعرفة الاختلالات على مستوى المطارح والأزبال المتراكمة في الشوارع. وقال فتح الله ولعلو، رئيس مجلس مدينة الرباط، في رده على هذه المداخلات، إن "الوضعية أصبحت مقلقة جدا في الوقت الحالي"، مشددا على أنه لا يمكن لهذا الوضع أن يستمر، وأنه يجب إعادة النظر في التعاقدات مع الشركات المعنية، على اعتبار أن هذه التعاقدات أصبحت متجاوزة، كما يجب إعادة النظر في دفتر التحملات. وأفاد عمدة الرباط أن المجلس يُهيئ لإعداد دفتر تحملات جديد لهذا المرفق الحيوي، مشيرا إلى احتمال القطع مع هذه الشركات أو التراضي معها في إطار تعاقد جديد مع شركات أخرى، موضحا أن اجتماعا سيعقد قريبا مع والي جهة الرباطسلا زمور زعير، من أجل الوقوف على خيار التعاقد المناسب لقطاع النظافة بالعاصمة. في السياق ذاته، أكد مسؤول بولاية الرباطسلا زمور زعير، في تصريح ل"المغربية"، أن مشكل النظافة مطروح بالعاصمة، وأنه أصبح يشكل هاجسا حقيقيا بالمدينة، مشيرا إلى أن المشكل يعود إلى أن الشركات التي أوكلت إليها مهمة تدبير قطاع النظافة لم تُقيم تقييما صحيحا حجم إنتاج النفايات بالرباط. وأضاف أن هذه الشركات تجاوزت بكثير دفتر التحملات الذي يربطها بالجماعات، وأنه لا يمكنها تقديم منظر نظيف، موضحا أن هناك محطات للنفايات تنتج أكثر من غيرها، لأن الشاحنات لا تحترم الوقت الذي تحدده الشركة لجمع النفايات، وأيضا نتيجة عدم احترام وضع النفايات من طرف السكان في الحاويات المخصصة لها، فضلا عن عدم فرز النفايات قبل وضعها في هذه الحاويات، إذ أن السائل والصلب والكرتون تكون مختلطة. وأشار المصدر ذاته إلى أن والي ولاية الرباطسلا زمور زعير سبق أن عقد اجتماعا مع ممثلي شركات النظافة، وطلب منهم تجنيد كل الوسائل التي يتوفرون عليها لحل المشكل، واتفق معهم حول المقاطع والمحاور التي يجب تنظيفها بالشكل المطلوب، فضلا عن تكليف لجنة بجميع هذه المحاور، مهمتها إعلام الشركات بالأزبال الموجودة فيها، من أجل جمعها وتنظيف مكانها.