المواجهة المسلحة غيرت التنظيمات المتطرفة في المغرب، منذ سنة 2003، استراتيجيتها في تنفيذ مخططاتها بالانتقال من تنفيذ عمليات إرهابية بواسطة "الأحزمة الناسفة" إلى الإعداد للمواجهة المسلحة مع السلطات الأمنية، وفق التصور الذي وضعه زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. وجاء كشف هذا التحول من خلال المساعي المتواصلة للمجموعات المرتبطة بتنظيم القاعدة من أجل إدخال الأسلحة إلى المغرب، التي جرى ضبط كميات مهمة منها في السنوات الأخيرة. وبدأت تتضح أكثر فأكثر ملامح هذه الاستراتيجية منذ الإعلان عن تفكيك شبكة عبد القادر بليرج، التي ضبط لدى بعض أفرادها ترسانة من الأسلحة في الدار البيضاء والناظور. وتوزعت هذه الأسلحة بين 9 بنادق من نوع "كلاشينكوف" مزودة بخزاناتها، وبندقيتين رشاشتين من نوع "أوزي" مزودتين بستة خزانات وكاتم للصوت، و7 مسدسات رشاشة من نوع "سكوربيون" مزودة بعشرة خزانات، و16 مسدسا أوتوماتيكيا (من أنواع وعيارات مختلفة) مزودة بتسعة عشر خزانا، وخمسة كاتمات للصوت، وكمية من الذخيرة الحية من مختلف العيارات، وفتائل وأجهزة للتفجير، وبخاخات غازية مشلة للحركة، وأقنعة. وأظهرت التحقيقات أن هذه الشبكة "ذات صلة بالفكر الجهادي"، وأنها نظمت، ما بين سنتي 1992 و2001، عددا من عمليات السطو أو حاولت ذلك، كما قامت سنة 1996 بمحاولة اغتيال استهدفت مواطنا مغربيا معتنقا للديانة اليهودية في الدارالبيضاء، وعملت على التخطيط لاغتيالات أخرى سنوات 1992 و1996 و2002 و2004 و2005، وأنها عملت أيضا على نسج علاقات مع مجموعات وتنظيمات إرهابية دولية، من ضمنها على الخصوص "القاعدة " و"الجماعة الإسلامية المقاتلة المغربية" و"الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية"، التي غيرت اسمها إلى تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". ورغم فشل مخططاتها، إلا أن التنظيمات المتطرفة لم تجمد نشاط إدخال الأسلحة للمغرب، الذي كشف عن وجهه الآخر بعد تفكيك خلية "أمغالا"، التي ضبط لدى عناصرها ذخائر ومتفجرات. ويتعلق الأمر ب 33 بندقية كلاشينكوف، وبندقيتين اثنتين مضادتين للدبابات، ومدفع هاون، وكمية كبيرة من الرصاص من عيار 7.62 ملم. كما تم العثور داخل مخابئ في موقع خندق الزريبة على 8 قاذفات هاون، و6 قاذفات مضادات للدبابات، وعلى أحزمة وحاملة للخراطيش. وفي السنة الجارية، نجحت الأجهزة الأمنية في وأد مخطط جديد، بعد تفكيك "حركة المجاهدين في المغرب"، التي ضبط بحوزة بعض عناصرها كمية مهمة من الأسلحة. وتوزعت هذه الأسلحة بين أربعة مسدسات رشاشة، وأربعة مسدسات أوتوماتيكية، فضلا عن ذخيرة حية تتكون من 74 رصاصة من عيار 9 ملم، و30 رصاصة من عيار 7.65 ملم، بالإضافة إلى غشاء خاص بمسدس ناري، وأربعة خزانات لشحن الرصاص. كما جرى حجز 10 حواسيب، والكثير من الهواتف الجوالة، ومبلغ 17 ألف يورو، بحوزة (س.أ)، الذي كان يعتبر بمثابة (أمير وطني) للشبكة. ويظهر هذا التسلسل في العثور على هذه الترسانة من الأسلحة أن القاعدة تبحث عن توفير كل الوسائل اللوجيستيكية، من أجل الدخول في مواجهة مسلحة مع السلطات في المغرب.