يواصل فريق من محققي الشرطة القضائية بأمن الفداء درب السلطان في الدارالبيضاء، منذ مساء الخميس الماضي، البحث بشكل مكثف عن متهم يشتبه في قتله أمه وزوجته دفعة واحدة، بتهشيم رأسيهما بآلة حادة، في بيت الأسرة، الكائن بدرب السادني، بمنطقة درب السلطان، ثم لاذ بالفرار إلى وجهة غير معلومة. وقالت مصادر أمنية إن محققي الشرطة القضائية عقدوا اجتماعات مكثفة لوضع خطة محكمة قصد اعتقال المشتبه به، مشيرة إلى أن عناصر من الشرطة انتقلت إلى مدينتي مراكش وقلعة السراغنة، حيث يوجد أقرباء المتهم، يمكن أن يلجأ إليهم، لكنهم لم يعثروا عليه هناك. وحسب المصادر ذاتها، فإن محققي الشرطة لم يتمكنوا، إلى حدود صباح أمس الأحد، من تحديد الوجهة التي يكون المتهم قصدها، مؤكدة أن التحقيقات متواصلة بشكل مكثف للإيقاع به، وفك ملابسات هذه الجريمة الشنعاء. وتبين للمحققين، من خلال التحريات الأولية، أن المشتبه به، الذي كان يعمل خياطا، قبل أن يصبح عاطلا عن العمل، منطو على نفسه، وكان قليل الكلام مع الجيران، كما بينت التحريات أنه متزوج منذ 3 سنوات، ومعروف بإدمان المخدرات. يذكر أن الجريمة اكتشفت عندما كثفت شقيقة المتهم اتصالاتها بأمها، لإخبارها بدنو موعد ولادتها، بيد أن هاتفي والدتها (70 عاما)، وزوجة أخيها (37 عاما)، ظلا يرنان دون إجابة، فشكت في أن تكون الأسرة تعرضت لمكروه، ما حذا بها إلى أن تطلب من زوجها الذهاب لاستجلاء الوضع. وأوضحت المصادر ذاتها أن الزوج قصد منزل حماته، وظل يطرق الباب دون جدوى، كما لم يفهم سر اختفاء صهره العاطل عن العمل، الذي اعتاد الجلوس أمام المنزل، ما جعله يشك في الأمر، ويبادر إلى إخطار مصلحة الشرطة بالمنطقة. وحسب المصادر ذاتها، فإنه، بمجرد فتح الباب، بعد الحصول على إذن من وكيل الملك، عثر على الأم والزوجة جثتين هامدتين، الأولى في غرفتها، وقد شق رأسها من جهة الجبهة، والثانية في غرفة نومهما، بعدما وجه إليها ضربة في الرأس. وذكرت المصادر الأمنية أن محققي الشرطة القضائية يشتبهون في أن يكون المتهم، الذي اختفى عن الأنظار بشكل مفاجئ، وهو الذي اعتاد المكوث بالبيت وبالحي، هو من قتل أمه وزوجته.