هي امرأة مطلقة في الثانية والثلاثين من عمرها لها ابنان، لطالما عنفت والدتها، التي سهرت من أجلها الليالي الطوال وضحت بالغالي والنفيس في سبيل تنشئتها، فكان جزاؤها القاسي هو القتل العمد من طرف ابنتها . فاتح يناير الجاري على الساعة العاشرة مساء، تقدمت المتهمة بمعية أختها الصغرى إلى مصلحة المداومة بدائرة أمن درب الكبير التابعة لأمن الفداء مرس السلطان، للتبليغ عن وفاة والدتهما . اعترفت الابنة للمحققين الأمنيين لحظتها بأنها قدمت إلى منزلها المتواضع بدرب البلدية في حالة سكر ليلة رأس السنة في حدود الثانية عشرة والنصف ليلا، فوجدت والدتها ملقاة على الأرض أمام غرفتها مصابة بجرح على مستوى عينها اليسرى، فعملت على تنظيف ملابسها وجسدها، في حين خلدت إلى النوم، وحينما استيقظت في حدود الخامسة مساء من نفس اليوم فوجئت بوفاة والدتها. أما أختها التي تعمل عاملة نظافة بإحدى الحانات بوسط المدينة، فأكدت أنها عندما عادت إلى منزلهم في الساعة الرابعة صباحا وجدت أختها المشتبه فيها في حالة غير طبيعية، وأضافت أن هذه الأخيرة أخبرتها بأن والدتها قد تعرضت لسقوط أمام باب غرفتها . انتقل ضابط الاستمرار وكذا ضابط الشرطة القضائية المداوم وتقني مسرح الجريمة إلى مكان وجود الهالكة للمعاينة ولإجراء التحريات، ووقف كل هؤلاء على وجود كدمات في مختلف أنحاء جسد المتوفاة وجرح دام على مستوى الأنف والجبين وجروح طفيفة في ساقيها، وبقع دم في جدار غرفة الفقيدة. من خلال تحريات ميدانية للمحققين الأمنيين مع شهود من ساكنة الجوار من نفس العقار، أجمعوا على أن الابنة المشتبه فيها، شخصية غير سوية، معروفة بإدمانها على احتساء الخمر وتناول المخدرات وإحداث الضوضاء بالليل، واعتيادها تعنيف والدتها جسديا ولفظيا. ولمعرفة الأسباب الحقيقية للوفاة تم نقل جثة الهالكة إلى مستودع الأموات الرحمة، بعد إجراء تشريح طبي على جثة المتوفاة، والذي تبدى من خلاله، بأن الأم العجوز(70سنة) تعرضت لأعمال الضرب والجرح نتج عنها كسور على مستوى الأنف والأضلع، وكدمات على سائر جسدها، أما الوفاة فناتجة عن آثارالخنق والضرب والجرح المبرح على مستوى الرأس والصدر . كما أفضى البحث الذي قام به عناصر الشرطة القضائية لأمن الفداء مرس السلطان، إلى إيقاف خليل الابنة المتهمة، والذي يقطن بنفس الحي، أي درب البلدية، والذي اعتاد معاقرة الخمر وممارسة الفساد معها بمنزلها. التناقض الواضح بين أقوال الابنة المتهمة وشقيقتها وكذا تصريحات الشهود، كان الخيط الناظم الذي زاد من شكوك رجال الأمن. فجميع القرائن أثبتت أن المتهمة كانت بمفردها رفقة والدتها الهالكة، كما أنها اعتادت تعنيف والدتها التي بلغت من الكبر عتيا، ناهيك على أن القتيلة كانت تلازم الفراش، حيث ظلت تعاني قيد حياتها من مرض مزمن، يستحيل عليها بسببه المشي، إضافة إلى معطى وجيه، طرحه ضابط الشرطة القضائية الذي قام بالتحقيق مع الابنة عن سبب عدم إشعارها للشرطة وسيارة الإسعاف حينما عثرت على والدتها ملقاة أرضا. خليل المتهمة أكد أنه كان معها ليلة رأس السنة بمنزلها ابتداء من السابعة مساء في جلسة خمرية، وانسحب من هناك في حدود منتصف الليل، واعترف بأن عشيقته كالت ليلتها السب والشتم لوالدتها التي كانت في أرذل العمر بأقدع الكلام وساقطه «عييت من هزك.. عييت من جمع ليك زبلك »0