سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إحالة متهم على غرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية سطات بتهمة الضرب والجرح المؤديين إلى الموت المتهم داوم على تعنيف زوجته كلما طالبته بالتكفل بمصاريف أسرته
أحال قاضي التحقيق بالغرفة الثانية بمحكمة الاستئناف بسطات، مؤخرا، متهما من أجل الضرب والجرح المؤديين إلى الموت دون نية إحداثه، على غرفة الجنايات الابتدائية لمحاكمته طبقا للقانون. وكان المتهم قد أحيل من طرف عناصر المركز القضائي للدرك الملكي بسطات على أنظار الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بسطات من أجل الضرب والجرح المؤديين إلى الموت، وقد تم توقيف المتهم، بأحد البساتين المخصصة لزراعة الصبار، بعدما تأكد للضابطة القضائية أنه كان وراء مقتل زوجته إثر الاعتداء عليها بالضرب والجرح بالسلاح الأبيض مما تسبب في وفاتها متأثرة بالجروح البليغة التي أصيبت بها في الرأس. كان محمد في عقده الثالث عندما طلب يد فتيحة التي كانت تصغره باثنتي عشرة سنة لتكون شريكة حياته، وتتحمل معه أعباء الحياة، كانت أمورهما العائلية تسير بشكل عادي، رزقا بأربعة أبناء، زادوا من صعوبة العيش خصوصا أن الوالد كان فقيرا، أجبره على البحث عن موارد أخرى تكفيه لسد متطلبات حياته اليومية، كان محمد يكتري بين الفينة والأخرى قطعا أرضية يعمل فيها طيلة السنة سواء بمقابل عيني أو غيره، لكن ذلك لم يكن يكفي لتغطية مصاريفه الشخصية والمتطلبات الضرورية لأسرته الصغيرة. نزاع دائم
أمام المتطلبات المتزايدة للعائلة، ولج المتهم عالم الاتجار في «الماحيا»، ازداد دخله وازدادت مشاكله أيضا، كما أصبح مدمنا على احتساءالماحيا، كان يحتسي كؤوسا منها تنسيه ظلم الزمن وينسى معها ما يدور بمنزله، خصوصا ذلك الصراع اليومي بينه وبين الزوجة التي لا تتوانى دوما في تلقينه دروسا في تحمل المسؤولية والتكفل بالأبناء، ومع ذلك ظل الزوج على عادته، وطفق عند كل اختلاف مع زوجته يعرضها لحصة من الضرب والتعنيف، واستطاع محمد أن يذيقها مرارة العذاب حيث كانت لا تقوى على مقاومته بعدما أصيبت بكسر في ظهرها جعلها تعيش شبه معاقة، الشيء الذي سهل على الجاني عملية تعذيبها دون أدنى مقاومة.
حصص تعذيبية متتالية كانت الجريمة نتيجة حتمية لخلاف عائلي يتكرر بشكل شبه يومي، فالجاني كان يعرض زوجته للتعنيف كلما احتسى الماحيا مستغلا ضعفها الجسدي، فالضحية كانت تعيش شبه معاقة نتيجة كسر في ظهرها أفقدها 50 في المائة من قواها البدنية، وقد سبق للجاني أن اعتدى عليها قبل عيد الأضحى المبارك بسلك حديدي، وبعدها عاود الجاني حصة تعذيبية أخرى ليلة 22/10/2010 بواسطة سلسلة دراجه هوائية كان يخبئها ليصفي حساباته مع الزوجة كلما لعبت الخمر برأسه، وشرع في ضربها بالسلسلة في الرأس والفم مما أفقدها الوعي، وفي صبيحة اليوم الموالي وفي حدود الساعة الحادية عشرة والنصف أخبرت الأم ابنتها بأنها تحتضر، وفي تمام الساعة 12زوالا فارقت الضحية الحياة، ارتعشت الابنة وهي تنظر إلى والدتها وهي تودع الدنيا والحسرة تحرق قلبها، ثم خرجت لتخبر الوالد بنبأ الوفاة، فدخل مفزوعا ليرى زوجته وقد شحب وجهها والتحق بها ليتأكد من الخبر، وعلى التو اتصل بأخيه وأطلعه على ما جرى وأنه سيتوجه عند أصهاره لإخبارهم بوفاة فتيحة لكنه لم يفعل وتوجه إلى جهة مجهولة مما جعل الشكوك تحوم حوله. وصول الدرك إلى مسرح الجريمة
لحظة اقتراب عناصر الدرك الملكي من دوار الكنازرة كان محمد يقف بجانب الطريق ينتظر من يحمله ويبعده عن مكان الجريمة، نظر في وجوه عناصر الدرك نظرة تأمل وقرب نهاية، لكن لحسن حظه أنهم لم يكونوا آنذاك يعرفون ملامح المجرم، وصلت عناصر المركز القضائي إلى البيت مسرح الجريمة، حيث وجدت الضحية داخل غرفة نومها جثة هامدة ملقاة على ظهرها، وآثار الضرب والتعنيف بادية بأنحاء مختلفة في جسمها، وعاينت عناصر الدرك دماء على حيطان وأرضية المنزل وغرفة النوم، وتم نقل جثة الضحية إلى مستودع الأموات الرحمة بالدار البيضاء، لإجراء تشريح طبي بعدما تبين للضابطة القضائية أن الضحية تحمل مجموعة من الكدمات وآثارا للضرب، وتم فتح تحقيق في الموضوع لمعرفة الخيوط الأولى للوصول إلى الفاعل الحقيقي الذي اختفى عن الأنظار فورعلمه بوقوع الجريمة، وتعرفت عناصر الضابطة القضائية من خلال تفحصها لألبوم صور العائلة على ملامح المجرم «الزوج» الذي لم يكن سوى ذلك الرجل الذي كان بجانب الطريق ينتظر سيارة تبعده عن مكان الجريمة، لحظتها أسرع رجال الضابطة لإيقافه لكنهم لم يجدوا له أثرا في ذلك الحين. إلقاء القبض على المجرم لم يبتعد المجرم كثيرا عن محيط الجريمة، فقد عاد صبيحة اليوم الموالي إلى الدوار ظنا منه أن الدرك لا يلاحقه قصد بيع ثلاث نعاج في ملكيته، وبالتالي يبتعد بما يكفي عن الدوار بعدما أصبحت حياته في خطر، دخل محمد الدوار متسللا ليتجنب سؤال أفراد القبيلة، لحظتها رآه أحدهم فتم إخبار عناصر المركز القضائي للدرك الملكي بسطات، التي انتقلت على الفور إلى الدوار، حيث ألقت القبض على المتهم، بعدما كان يختفي في أحد بساتين الصبار، واعترف لعناصر الدرك بالمنسوب إليه وقادهم إلى المكان الذي ألقى فيه بأداة الجريمة التي هي عبارة عن سلسلة دراجة هوائية، كما تم حجزالملابس التي كان يرتديها الجاني لحظة ارتكابه الجريمة وهي ملطخة بالدماء.