يتمتع بعض الناس بوضع عدسات لاصقة على عيونهم، بعضها ملون أو عاد، إلا أنهم يغفلون مخاطرها الصحية وعواقبها الوخيمة التي قد تصل إلى بتر العين. في الحوار التالي، يسلط محمد الشهبي مزيدا من الضوء حول مخاطر العدسات اللاصقة، سيما منها اللينة، ويقدم مجموعة من المعلومات و سلسلة من النصائح، لتجنب حدوث مشاكل صحية خطيرة على العين يمكن أن تؤدي إلى سلب البصر في لحظة استمتاع قصيرة بعدسات ملونة أو عادية. ما هي الحالات التي يمكن اللجوء فيها إلى استعمال العدسات اللاصقة؟ يمكن اللجوء إلى استعمال العدسات اللاصقة في حالات الضرورة الطبية لتجاوز مشاكل النظر، بصفة عامة، سواء منها المتعلقة بطول أو قصر أو انكسارية النظر، أو حينما يصل المريض إلى درجة لم يعد يتقبل فيها وضع النظارات، لأسباب نفسية أو جمالية، سيما في الحالات التي يكون فيها شاكيا قصر في النظر بشكل حاد. ما هي أنواع العدسات اللاصقة المتوفرة لمثل هذا الغرض؟ في سنوات السبعينات من القرن الماضي، كانت العدسات اللاصقة من النوعية الصلبة، تتميز بحجمها الصغير، الذي لا يصل إلى الحدود الفاصلة بين الجدار الأبيض والأسود من القرنية. إلا أنه حاليا، ابتكرت المختبرات عدسات لاصقة من النوع اللين، من بين عيوبها أنها تتجاوز الحدود الفاصلة بين الجدار الأسود والأبيض في القرنية، وهنا مصدر المشكلة التي تلحق بالعين. هل لوضع العدسات على العين مخاطر صحية؟ يجب على جميع الناس، أن يعلموا بأن قرنية العين، أو الجزء الأساسي من العين عضو ثمين، وشفاف وله قوة انكسارية. هذه القرنية تتغذى بطريقة سليمة عن طريق شرايين رقيقة ومتناهية الحجم، تشبه الشعيرات الدموية الصغيرة جدا، وهي تلك الموجودة ما بين الحدود الفاصلة بين البياض والسواد في العين. عندما نضع العدسات اللاصقة على العين، فإنها تساعد القرنية على تحسين النظر. وعندما تكون العدسة من النوع اللين، يكون حجمها كبيرا، يفوق الحدود الفاصلة بين الجدار الأبيض والأسود الذي تحدثت عنه، فيحدث اختناق للشرايين المغذية للقرنية، ويرتفع حجمها، لأنها تكون في حالة مقاومة ودفاع عن النفس. عند بلوغ هذه المرحلة، يظهر على العين بعض الأعراض، التي يمكن ملاحظتها بالعين المجردة، تتمظهر في احمرار العين والشعور بالرمد داخلها، كما تكون ردة فعل العين على شكل خروج دموع. هذه الأعراض، يفسرها البعض، خطأ أنها حدوث لنوع من حساسية في العين، بينما الأمر الصحيح، يتعلق بوجود تغيرات على مستوى العين، أصلها تعرض العين للجفاف لأن الدمعة، التي كانت تحمي العين وتغطي القرنية وترطبها، تغيرت نوعية إفرازاتها، لأن العدسات اللاصقة تفقد العين فرصة الاستفادة من الجزء الدهني الموجود في الدمع، الذي يمنحها الترطيب بشكل طبيعي. في هذه الأثناء، تصبح عملية الرمش غير عادية. والمؤسف، أن هذه الأعراض تستمر في الوجود، رغم إزالة العدسة، لأن هذه الأخيرة تترك وراءها بعض الندوب على القرنية. ماذا يحدث عند وضع العدسات لفترة طويلة على العين؟ تفقد شفافية القرنية، يسبب في ضبابية في الرؤية وألما وإنهمارا للدموع وإحمرارا وحساسية تجاه الضوء، سيما عند السياقة والتعرض للضوء والشمس.. ما هي الإجراءات الوقائية المعتمدة قبل وصف العدسات الطبية؟ عندما يجد الطبيب أن مريضه أو مريضته في حالة ضرورة لوضع العدسات الطبية اللاصقة، يكون مطالبا بإخضاع المريض لمجموعة من التحاليل والفحوصات الطبية، منها التعرف على نوعية الدموع التي تفرزها العين والكميات المفرزة من جزئها الدهني. ينضاف إلى ذلك، ضرورة التأكد من تقوس القرنية، تبعا لاختلاف هذه التقوسات من شخص إلى آخر، ونزيد على ذلك إجراء فحص راديولوجي، اسمه "الطوبوغراف"، الذي يجرى على سطح القرنية، للتأكد من خلوها من اعوجاجات. استنادا إلى هذه المعطيات العلمية، هل تنصح بوضع العدسات اللاصقة لغير الضرورة القصوى؟ صراحة، أنا لا أحبذ وضع العدسات اللينة، بصفة نهائيا، ومنها العدسات الملونة، التي يستعملها البعض للزينة. في مقابل ذلك، أحبذ العدسات الصلبة، حين تمليها الضرورة الطبية، لأن حجمها الكبير لا يؤثر على تغذية القرنية بما يلزمها، كما تسمح للشخص بتحسس دخول أي جسم غريب إلى العين، ما يسمح بإزالتها في أقرب وقت، لأن العين تبادر إلى الدفاع عن نفسها. ما هي حالات الضرورة الطبية لوضع العدسات الطبية الصلبة؟ في حالات أمراض القرنية المخروطية، لتفادي وصول المريض إلى مرحلة زراعة القرنية. وتسمح العدسات في مثل هذه الحالة، تأخير أو تعطيل حدوث اعوجاج حاد في القرنية، إذ يقتضي الأمر في هذه الحالة تطعيم القرنية بالفوق البنفسجية. أما الحالة الثانية فتتمثل في قصر النظر، التي تظهر في فترة النمو الممتدة ما بين 12 إلى 20 سنة، إذ تساعد العدسات الطبية اللاصقة على ربح مزيد من الوقت لتأخير انخفاض مستويات النظر لدى الطفل، قبل اتخاذ قرار خضوع المعني تصحيح النظر. ما هي أكثر المخاطر الصحية أو المضاعفات، التي يمكن أن يعانيها واضع العدسات، والتي وردت عليكم حالات منها للتدخل طبيا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟ عرضت علي كثير من الحالات الخطيرة، منها حدوث تقرحات في العين، أو إتلاف في العين، الشيء الذي يضطر الطبيب لاتخاذ قرار بتر العين. كما يمكن من المضاعفات الخطيرة، حدوث تعفن خطير في العين، أو فقدان شفافية القرنية، أو تقرحات أو ثقب في العين أو فتق فيها. وصادفت حالات تعرضت لبعض هذه الآثار الجانبية، بعد ليلة واحدة من وضع العدسة اللاصقة. ما الفرق بين العدسات الطبية وغير الطبية من حيث الجودة والتأثير على النظرة الطبيعية التي تميز كل واحد منا؟ المشكل لا يكمن في الجودة، ولكن في نوع العدسات لينة أم صلبة. من أين يمكن شراء العدسات الطبية؟ بعد الفحوصات اللازمة، التي يقوم بها الطبيب وهناك نظارتان متخصصتان في وضع العدسات. هل يمكن إنقاذ المريض مما حل به في مثل هذه الحالات؟ يمكن انقاذ عين المريض حسب وقت تدخل الطبيب ودرجة الإصابة، وحسب مدى استجابة عين المصابات للمضادات الحيوية التي يمنحها الطبيب لمقاومة التعفن. ما النصائح والحلول التي تقترحها على الناس بخصوص هذا الموضوع؟ لمن لم يعد يطيق وضع النظارات الطبية، يمكن له الاستفادة من التقنيات الطبية المتاحة بهذا الخصوص، والمتمثلة في تصحيح البصر عبر الوسائل والتقنيات الحديثة المبتكرة في مجال جراحة العيون في المغرب. وبماذا يمكن نصح الذين يستعملون العدسات الملونة بغرض الزينة؟ الابتعاد كل البعد عن هذه المزاولة.