لا تشوب شائبة الخلافات بين الأحزاب المشكلة للحكومة التي يرأسها عبد الإله بنكيران، ورغم ذلك هناك من يصر على أنها "كلام جرائد"، بل إن بعض زعماء الأحزاب المشكلة للحكومة يتحدثون بكل ثقة عن حسن العلاقات بين هذه الأحزاب. لكن ما عسانا نقول عن التعبير في المجالس الخاصة، عن القلق من تصرفات فئة معينة في الحكومة من قبل أخرى، أو ما يحصل من نميمة سياسية في اللقاءات الحزبية، أو الانتقال إلى الحديث في الندوات والتصريحات الصحفية، عن عدم موافقة وزراء على تصرفات أو أقوال زملاء لهم، على غرار ما بدر من محمد أوالزين، وزير الشباب والرياضة، حين رد على مساومة مصطفى الخلفي، وزير الاتصال، منصبه الوزاري، بمنع بث إشهار القمار عبر التلفزيون، أو حديث نبيل بنعبدالله، وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة، في ندوة صحافية، عن عدم جدوى صرف الكثير من الجهد للبحث عن لوائح المستفيدين من السكن بغاية نشرها للعموم، وهو انتقاد مبطن لإعلان وزير التجهيز والنقل، عزيز رباح، لائحة المستفيدين من "الكريمات". قد يكون التماسك موجودا في مخيلة البعض، وليس على أرض الواقع، أما الخلاف فيتجسد أيضا في الصراع النقابي، وإلا بماذا يمكن أن نفسر اعتزام النقابة التي يتزعمها يتيم (العدالة والتنمية) تنظيم وقفتين احتجاجيتين ضد بعض مصالح وزارة السكنى والتعمير وسياسة المدينة، التي يوجد على رأسها وزير من التقدم والاشتراكية؟ أم أن الأمر مجرد تنافر نقابي لا يفسد للود الحكومي قضية.