- عبرت الطائفة اليهودية المغربية المقيمة بتولوز، عن امتنانها للعناية السامية، التي يوليها لها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي أرسل وفدا رفيع المستوى لتقديم التعازي لأسر ضحايا الهجوم، الذي استهدف، يوم 19 مارس الماضي، إعدادية يهودية بهذه المدينة الواقعة جنوب غرب فرنسا. وقال إريي بنسمحون، رئيس الطائفة اليهودية بتولوز، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، "إننا لنعبر عن امتناننا للاهتمام والعطف الذي يوليه جلالة الملك، الذي أرسل مستشاره المصطفى ساهل، وسيرج بيرديغو، السفير المتجول لجلالة الملك، والكاتب العام لمجلس الطائفة اليهودية بالمغرب، لتقديم تعازي جلالته". وأقيم حفل، يوم الأحد المنصرم، بحضور مبعوثي جلالة الملك، بإعدادية أوزار هاتوراه، حيث لقي ثلاثة أطفال وأستاذ حتفهم على يدي محمد مراح، الفرنسي من أصل جزائري، الذي أعلن انتماءه للقاعدة، والذي كان، أيضا، وراء مقتل ثلاثة جنود من أصل مغاربي، من بينهم المظلي الفرنسي من أصل مغربي عماد بن زياتن . ومن بين ضحايا هذا الاعتداء الطفلة مريم، ابنة ياكوف مونسينيغو، مدير الإعدادية، ابن شقيق الحاخام الأكبر بالمغرب، هارون مونسينيغو. وحسب بيرديغو، فإن والدة أرياه وغابرييل، الطفلين اللذين قتلا إلى جانب والدهما عند مدخل المدرسة، من أصل مغربي. وأكد بنسمحون أن الرسالة الملكية، التي تلاها ساهل "تشهد على تضامن مؤثر وعميق". وأضاف المسؤول المحلي لمجلس البيع اليهودي المتحدر من مكناس أن الأمر يتعلق "برسالة قوية جدا إلى مجموع المسلمين في العالم". وأبرز أنه في سياق يتسم "بالتوتر الشديد"، فإن هذه الرسالة تشير إلى أن "اليهود والمسلمين يجمعهما مصير مشترك". وأشار إلى أنه لا يوجد لدى الطائفة اليهودية بتولوز "أي إرادة للخلط " بين الإسلام والإرهاب. وأضاف "نعرف جيدا من هم المسلمون. إنهم إخواننا. إننا ننتمي لنفس التقاليد، ونحن متضامنون مع بعضنا البعض، ولكن يجب علينا جميعا أن نبرز مظاهر الشر ونحدده ونحاربه". من جهة أخرى، أكد بنسمحون أن الطائفة اليهودية المغربية بتولوز تلقت بتأثر بالغ مضامين رسالة جلالة الملك، وهو ما يبرزه الحضور الكبير لمئات الشخصيات خلال هذه المراسم. وأشار إلى أن نحو نصف عدد اليهود بتولوز، والذي يتراوح عددهم بين 10000 و12000 شخص، من أصول مغربية، ويحافظون على روابطهم العائلية بالمملكة ويواصلون زيارتها سيما لزيارة الأضرحة . ونوه أفيف زونابيند، نائب رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية بفرنسا، من جانبه، بالتفاتة جلالة الملك، مؤكدا أنها تعكس "موقفا قويا لاحترام قيم السلام والإخاء". وأضاف زونابيند، المزداد بمدينة الدارالبيضاء، أن رسالة جلالة الملك، وكذا حضور الوفد المغربي، سيظلان "مطبوعين بقوة"، في ذاكرة الطائفة اليهودية بتولوز . وعبر عن الأمل في أن تشكل هذه الالتفاتة انطلاقة "لمواصلة الحوار بين الديانتين اليهودية والإسلامية"، بما يمكن الطائفتين من "فهم أفضل لبعضهما البعض ونبذ الكراهية". وشدد نائب رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية بفرنسا، الذي ولد لأب بولوني وأم فرنسية، و"تشبع حتى النخاع بالقيم الشرقية والمتوسطية"، على "تأثره العميق" برسالة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.