ودع الآلاف من جماهير مدينة المضيق، ببالغ الأسى والخزن، بعد صلاة ظهر أمس الأحد، الشاب عماد بنزياتن، البالغ من العمر 31 سنة إلى مثواه الأخير ولم تمض إلا بضعة أشهر عن قرار ترقيته إلى درجة رقيب، بعد عودته من مهمة لحفظ السلام والأمن رفقة الجيش الفرنسي من الصومال. حضر مراسيم التشييع، إلى جانب مستشار صاحب الجلالة، عمر عزيمان، كل من وزير الداخلية، امحند العنصر، والوزير المنتدب في الداخلية، الشرقي اضريس، والوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لودي، ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، وكاتب الدولة الفرنسي المكلف بقدماء المحاربين، مارك لافينور، والسلطات المحلية، في شخص والي ولاية تطوان وعامل عمالة المضيق الفنيدق، وعموم المصالح الخارجية المحلية، وفوج لدعم الحامية العسكرية، ومجموعة من المظليين الفرنسيين. وقبل انطلاق الموكب الجنائزي من منزل عائلة الرقيب عماد، من شارع الجامعة العربية، مرورا بمختلف شوارع وأزقة قرية الصيادين، بالمضيق، تلا المستشار الملكي محمد الكتاني برقية عزاء ملكية عبر فيها جلالة الملك عن خالص تعازيه إلى أسرة الفقيد، ورفع بباب المنزل العلم الوطني إلى جانب العلم الفرنسي، من قبل ممثلين عن الجالية المغربية بفرنسا. وعلى طول الطريق والممرات المؤدية إلى المقبرة، كان أحد المظليين الفرنسيين ممن حضروا لتوديع زميلهم، يتقدم الموكب حاملا بيده كل الشارات التقديرية، التي حصل عليها الراحل في مسيرته المهنية. وخصصت السلطات المغربية عشرات من أفراد القوات المساعدة لتنظيم مرور الموكب الجنائزي. وتجمهر المئات من المواطنين المغاربة، إلى جانب العشرات ممن كانوا يطلون من النوافذ على الموكب، يعبرون عن تعازيهم ومواساتهم للشعبين المغربي والفرنسي وأسرة الراحل. وكان المئات من أبناء الجالية المغربية، إلى جانب الجاليات المسلمة ومواطنين فرنسيين، حضروا صباح أول أمس السبت، إلى مدينة رووان الفرنسية، قبل نقل جثمان الراحل ونظموا "مسيرة بيضاء"، حاملين الورود البيضاء، معلنين استنكارهم للفعل الإجرامي الإرهابي، الذي قتل فيه الجندي الفرنسي من أصل مغربي، وتلاميذ فرنسيون من الطائفة اليهودية، على يدي متطرف من أصل جزائري في مدينة تولوز.