ودعت مدينة المضيق، أول أمس الأحد، الشاب عماد بنزياتن، الجندي الفرنسي من أصل مغربي، البالغ من العمر 31 سنة، الذي قتل في هجوم إرهابي، نفذه متطرف فرنسي من أصل جزائري، في مدينة تولوز الفرنسية، وقتل فيه تلاميذ فرنسيون من الطائفة اليهودية. ضحايا جدد، يثبت سقوطهم أن التطرف لا دين له ولا وطن، ومرة أخرى، سال الدم المغربي والفرنسي بسبب التطرف الديني. ولعل من "حسنات" 16 ماي 2003 بالدارالبيضاء، وما تلاها من محاولات وعمليات إرهابية، أنها خلقت صدمة إيجابية، جعلت المغاربة يقفون على حقيقة خطر لم يعد مقصورا على الجيران، وأدركوا أن الحرائق لا يمكن أن تندلع دائما في بيوت الآخرين فقط. فمنذ 16 ماي، تراكمت الأدلة على سعي الإرهاب إلى الاستنبات في التربة المغربية، ولم يعد البلد "استثناء"، في الوقت الذي شهد العالم، مع مطلع القرن الحالي، تنامي ظاهرة الإرهاب المرتبط بالإسلام السياسي، فتعرض لعمليات ومحاولات إرهابية، رد عليها الشعب المغربي بالرفض والإدانة، من منطلق نبذ فكر التطرف والعنف، والوفاء للقيم المغربية في التسامح والتعايش، والإقرار بحق الاختلاف، والاحترام المتبادل بين مكونات الأمة، وتجاه العالم الخارجي. وأمام إرادة الصمود والتصدي لدى الشعب المغربي، فإن مشروع الإرهاب البغيض لن يمر، ولن تنال المحاولات اليائسة من المغرب، القوي بتماسكه الاجتماعي، والراسخ في وسطيته واعتداله الديني، والمنفتح على القيم الكونية، للحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية والحداثة.